للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال:

قد قلت إذ مدحوا الحياة فأسرفوا ... في الموت ألفُ فضيلةٍ لا تعرفُ

منها أمان لقائه بلقائهِ ... وفراق كلّ معاشر لا ينصفُ

وقال:

جزى الله عنا الموت خيراً فإنه ... أبرُّ بنا من كلّ بَرٍّ وأرأفُ

يعجّلُ تخليص النفوسِ من الردى ... ويدني من الدار التي هي أشرفُ

وقال:

جزى الله الشدائدَ كلّ خيرٍ ... وإن جرَّعنني غصصي بريقي

وما شكري لها إلا لأني ... عرفتُ بها عدوي من صديقي

وقال:

يمثل ذو اللبِّ في نفسهِ ... مصائبهُ قبل أن تنزلا

فإن نزلت بغتةً لم يُرع ... لما كان في نفسهِ مثّلا

وقال:

إذا المرءُ من أعداه لم يشفِ نفسهُ ... فما نفعهُ إن قام للثار طالب

ومن لم يطبْ منهُ الثنا في حياتهِ ... فلا نفع إن أثنتْ عليهِ النوادب

-

وقال:

لا تستدل على تغيرِ صاحبٍ ... وزوالِ صحبتهِ وخَفْرِ ذمامهِ

يوماً بأوضحَ من تَجَشّمِ وجههِ ... وجفاء منطقه وسخط ملامهِ

وقال:

ما دمتَ حياً فدارِ الناسَ كلّهم ... فإنَّما أنت في دار المدارةِ

من يدرِ دارى ومن لم يدر سوف يُرى ... عمّا قليل نديماً للنداماتِ

وقال:

عوِّد لسانَكَ حسنَ القولِ تنجُ بهِ ... من زلةِ اللفظ بل من زلة القدمِ

واحذر زمانكَ من خلٍّ تنادمهُ ... إن النديم لمشتقٌ من الندمِ

<<  <   >  >>