للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الصديق هو الرجل الأمثل للخلافة]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت فتنة قوم فتوفنا غير مفتونين، ونسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.

وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد: فمع الدرس الحادي عشر من دروس الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وما زلنا نتحدث عن الحدث الهام الذي تم في ذات اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو انتخاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين، ذكرنا في الدرس السابق رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم في استخلاف الصديق رضي الله عنه، وإن كان لمح بذلك تلميحاً قوياً، وأعرض عن التصريح المباشر، وذكرنا أسباب ذلك.

وذكرنا أيضاً في الدرس السابق أن الصديق رضي الله عنه وأرضاه جمع كل مقومات الخلافة، وكان أكثر المستحقين لهذا المنصب الخطير في الأمة الإسلامية، فقد كان الصديق رضي الله عنه وأرضاه بحق أفضل الصحابة على الإطلاق، وتوافرت فيه كل شروط الخليفة في أعلى درجاتها، وحاز رضا وموافقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان استخلافه بحق رحمة وخيراً لأمة الإسلام، ومع كل هذا فقد كثرت الشبهات التي أثارها بعض الشيعة والمستشرقون حول هذا الاستخلاف، وذكروا أنه قد يكون هناك من هو أحق من أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه بهذا الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>