الله أي قولي:(واللات) وأجدد إيماني بأنني لا أعبد إلا الله وحده لا شريك له فأقول: لا إله إلا الله أي لا معبود لي بحق في السماء والأرض إلا الله تعالى.
فهمنا مما تقدم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أورد هذا الحديث إلا لموجب اقتضى إيراده لأنه - صلى الله عليه وسلم - حريص على أمته أن تسلك الطريق المستقيمة إلى العمل الصحيح وكل تخبط في الطريق مانع من الوصول إلى الغاية المتوخاة من العمل ولا شك في أن الأمم المؤمنة السابقة هم أسوة لنا في العمل المستقيم وليس أدل على استقامة عملهم من موافقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له بل وإيراده حجة له في معالجة ما يريد أن يعالجه وليكون أيضاً وسيلة إيضاح يستعين بها على إفهامهم مراده من الشاهد الذي يورده.
هناك قاعدة شرعية تقول:(شرع من قبلنا شرع لنا ما لم ينسخه شرعنا) فالتوسل إلى الله تعالى بالوسائل الشرعية هو ... من لدن آدم أول الأنبياء إلى محمد خاتمهم صلى الله عليه وعليهم أجمعين وسلم تسليماً لم يتبدل ولم يتغير لصلته الوثيقة بالتوحيد كذلك هو لم يتبدل ولم يتغير إذ من غير المعقول أن يكون مطلوب الله التوحيد من أمم ... ثم يكون مطلوبه من أمم أخرى الشرك!!! فهذا مما لن يكون أبداً (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون (٥٢) الأنبياء
وعلى هذا الأساس الركين فإن التوسل بالعمل الصالح الذي يستشهد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواية الأمم السابقة المؤمنة ... إنما كان شرعياً من قبل الله لكافة الأمم ولم ينسخه شيء ... لا سيما وإن شرعنا - القرآن والسنة - يؤكد من جديد على تحديد التوسل المشروع بأقسامه وأنواعه الثلاثة الآنفة الذكر في الأبحاث الماضية ويحث عليه المؤمنين ويجعله سبباً شرعياً لا ستجابة الدعاء.
تعمدت يا أخي القارئ المسلم الكريم أن أمهد لك في بحثي المتقدم ... . تمهيداً مسهباً ولو بعض الشيء ... كيما أتعاون وإياك على فهم مراد الله ورسوله ... هذا من جهة ... ومن جهة أخرى أن أسد المنافذ على بعض الذين يودون أن يعرقلوا مسيرة الحق ... ويغطوا نوره للحؤول دون تسربه إلى القلوب