عندما تصل الأمة إلى الدرك الأسفل من الجهل والجاهلية! وتنقطع عن العلم والإيمان يصبح العلماء فيها جهالاً والجهلة العامة سوائم تنقاد طيعة لكل من يقودها كالجزار الذي يقود القطيع من الغنم أو البقر ... إلى المجزرة!!!
الأعصبة على أبصارهم ولا أعصبة!!!؟ والران على بصائرهم وأفئدتهم فلا يهتدون سبيلاً يمعنون في الطرق الملتوية ويهجرون الصراط المستقيم والله أمرهم أن يهجروا السبل ويسلكوا الطريق الأقوم (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) /١٥٣/الأنعام.
أجل إذا وصلت الأمة إلى هذا الحد وإلى الدرك الأسفل من المستوى الفكري والعقلي ... فإنها تنقلب مفاهيمها للأشياء وتنعكس أبصارهم فترى الليل نهاراً والنور ظلمة والحق باطلاً والباطل حقاً.
وإذا دعوتها إلى ما ينشلها من وهدتها ومهاويها السحيقة المهلكة سخروا منك وأمثلهم طريقة من يبتسم ابتسامة المشفق عليك ويأتيك ناصحاً بالعدول عن طريقك القديم إلى طريق القائدة إلى السعير ويحسب المسكين أنه يحسن إليك وأنه على الحق الذي ما بعده إلا الضلال.
(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) /١٠٤/ الكهف.
وأن أمة شأنها ... لا عجب إذا عبدت من دفنته وهجرت من خلقها وسواها وجعلها تمشي على اثنتين كما يمشي البشر الذين وصفهم الله (لقد خلقنا