٢١ - حديث استفتاح اليهود على المشركين بمحمد - صلى الله عليه وسلم -
يروى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال [كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود فعاذت بهذا الدعاء: اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم فكانوا إذا دعوا بهذا الدعاء هزموا غطفان فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كفروا به فأنزل الله تعالى:(وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ... /٨٩/) البقرة.
الكلام على متن هذا الحديث
هذا الحديث حديث متصدع المتن منهار من وجوه:
١ - أن هذه الآية:(وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ... ) لم تنزل في يهود خيبر قط إنما نزلت في اليهود الذين هم مجاورون للمدينة من بني قينقاع وبني النضير وهذا باتفاق أهل التفسير والسير فقد روى محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن رجال من قومه قالوا: مما دعانا إلى الإسلام - مع رحمة الله وهداه - ما كنا نسمع من رجال يهود وكنا أهل شرك وأصحاب أوثان وكان أهل الكتاب عندهم علم ليس عندنا وكانت لا تزال بيننا شرور فإذا نلنا منهم ما يكرهون قالوا لنا:(قد تقارب زمان نبي يبعث الآن فنقتلكم معه قتل عاد وإرم) كثيراً ما كنا نسمع ذلك منهم فلما بعث محمد رسولاً من عند الله أجبنا حين دعانا إلى الله، وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا به ففينا وفيهم نزلت الآيات في البقرة:(ولما جاءهم من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين /٨٩/) البقرة.