وذكره الشيخ محب الدين الطبري ((ذخائر العقبى في مناقب القربى)) أي [كنت رجاؤنا] لا [أنت رجاؤنا] وهذا التحريف ظاهر لا خفاء فيه ... فلماذا يا ترى؟ ومتى كان الكذب والتحريف والتبديل حجة أو دليلاً؟ نعم إن هذه الصفات حجة ودليل من لا خلاق لهم وقول صفية الصحيح أعني غير المحرف رد صريح عليهم وذلك أنها فرقت بين الحياة والموت فقالت:[كنت رجاؤنا] تعني رضي الله عنها أنه - صلى الله عليه وسلم - يوم أن كان حياً بين أظهرهم يرجعون إليه إذا أشكلت الأمور وتعقدت ليدعو الله لهم ويبين لهم ما يحتاجون إليه من الهدى في الدين والدنيا نعم كان - صلى الله عليه وسلم - رجاءهم فيرجعون إلى الوحي المنزل عليه فيحل الأشكال وليس معنى هذا أنه كان رجاءهم في الخلق والرزق وتيسير الأمور وتفريخ الكروب وهداية القلوب.
وكأن تحريفهم هذا لجأوا إليه ليثبتوا به مرادهم من جواز التوسل بذوات المخلوقين مع أن القضايا العلمية لا تثبت بالتحريف والإصرار على الباطل لأن هذا لا ينفعهم في شيء بل على العكس تماماً فإنه لا ينفعهم إلا الحق والصدق والعلم القويم والنقل السليم والأمانة في نقل الأخبار أما الباطل فلا يبقي حتى ولا على نفسه فضلاً عن أهله وذويه.
وهكذا فقد تبين لك يا أخي أمتن خبرهم ذاك محرف وذلك عن عمد وتقصد وإصرار وهم يعلمون أما سنده فهو سند منقطع مرسل ولا أعني أن الخبر الذي أتوا به هم فذلك محرف موضوع أما السند المنقطع والمرسل فهو للخبر الذي ورد عن عروة ابن الزبير الذي تكون صفية بنت عبد المطلب جدته لأبيه وإليك البيان:
[الكلام على سند هذا الخبر]
هذا الخبر في سنده انقطاع بين عروة بن الزبير وبين صفية جدته لأبيه فقد ولد سنة ٢٩ كما في التهذيب ونحوه أي بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - بتسع عشرة سنة ولما كانت مرثية صفية عقب وفاته - صلى الله عليه وسلم - فتكون ولادته بعد القصيدة بتسع عشرة