للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الانهيار فلا ينحرف أحد من المؤمنين إلا ويهتف القرآن والسنة في أعماقه: إلي إليّ ... فمن شاء الله له الهداية بسماع صوت الحق عاد إلى الحضيرة ومن شاء له الضلال فلن تجد له ولياً مرشداً (فأما من أعطى واتقى /٥/ وصدق بالحسنى /٦/ فسنيسره لليسرى /٧/ وأما من بخل واستغنى /٨/ وكذب بالحسنى /٩/ فسنيسره للعسرى) /١٠/الليل.

[تعريف التوسل الممنوع]

هو تقرب العبد إلى الله تعالى بعمل مخالف لكتابه مخانف لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - مثاله:

كالتوسل إلى الله بذوات مخلوقات في السموات أوالأرض من الملائكة والنبيين غير متابعة لهم في أعمالهم الصالحة ومن الأمكنة الفاضلة كالكعبة والمشعر الحرام والأزمنة الفاضلة كشهر رمضان والقدر وأشهر الحج والأشهر الحرم من غير إعطائها ما شرع الله فيها من العمل وما قضى فيها من الحرمة.

[حكم التوسل الممنوع]

حكم التوسل الممنوع حرام وتتراوح حرمته بحسب نوعيته وأوجهه.

والحرام: أعلاه الكفر وأدناه أي عمل فيه مخالفة شرعية ويمنع فاعله. ويتراوح المنع من الاستتابة أو القتل إلى قصاص رادع للحد الذي يراه إمام المسلمين أنه مانع من مقارفة الذنب مع تعاهده بالنصح والإرشاد والإقناع بالحجة والبرهان ويكون الترهيب والترغيب فرسي رهان من المنع.

فمقارفة الذنب عمداً أو خطأ سهواً أو نسياناً علماً أو جهلاً لا تغير من صفة الوقوع فيه ولا من حرمته وان اختلفت درجة عقوبته فيأخذ الذنب حقيقة صفته والمذنب نصيبه من الحكم ... إنما كل بحسبه.

فسأله تعالى أن يسلكنا الصراط المستقيم الموصل إلى رحمته وجنته وثوابه ويجنبنا السبل التي تفرق بنا عن سبيله ... وأن يجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعلنا من المهتدين أولي الألباب.

<<  <   >  >>