للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل السابع

دليل من عمل الصحابة

لا شك في أن نذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - لبعض أخبار الأمم السابقة المؤمنة إنما يهدف من ذلك للعظة والتأسي.

وأن الصحابة الكرام هم أول المتلقين عنه - صلى الله عليه وسلم - هذه العظات وهم أول الذين يتأثرون بها ويستفيدون من العظة ويحرصون على التأسي بمن قبلهم من الأمم المؤمنة لا سيما إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الدال والحاض على هذا التأسي. فتعود تلك العظات ليست مجرد أخبار للاطلاع فحسب ... إنما أصبحت شرعاً يقتدى به استجاباً أو وجوباً ... بحسب مكانة العظة ... أو درجة تركيز الرسول عليها وحضه على تنفيذها.

ولا شك في أن الصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم أوعية إرث النبوة الخاتمة والقلوب الواعية لهذا العلم الموروث ... وما حبسوا عن الأمة بعد نبيهم أية سنة علموها منه وكانوا في حياتهم العامة والخاصة أمثلة حية صادقة لحياة الرسول عليه أفضل الصلوات وأزكى التحية.

فكانوا في حالهم وقالهم ... الهداة الصادقين الحريصين على تبليغ ما وعوه عن الرسول الكريم في كل شأن من الشؤون الدينية والدنيوية فكانوا القدوة الكاملة للأمة حملة أنفاس الرسول العطرة بالهدى والخير.

وفي صدد ما نحن جادون في معالجته من بحث التوسل بالأعمال الصالحة نأتي على سبيل المثال بما كان الصحابة يفعلونه من التوسل ... .

<<  <   >  >>