روى البيهقي عن أنس - رضي الله عنه -[أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستسقي به ,انشد أبياتاً أولها:
أتيناك والعذراء يدمى لبانها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل
إلى أن قال:
وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأنى فرار الخلق إلا إلى الرسل
فلم ينكر - صلى الله عليه وسلم - هذا البيت بل قال أنس: لما انشد الأعرابي قام - صلى الله عليه وسلم - يجر رداءه حتى رقى المنبر فخطب ودعا لهم فلم يزل يدعو حتى أمطرت السماء].
الكلام على متن هذا الحديث
إن القوم هداهم الله من كثرة تعلقهم بهذه القصة أي بالتوسل بذات المخلوقين فإن هوساً أصابهم في التفتيش عن حجة يتعلقون بها ويتمسكون بأهدابها لعلهم يجدون فيها دليلاً ينصرهم في دعواهم لدرجة أصبحوا يؤولون مفاهيم اللغة ولا يرون بأساً في تحميلها من المعاني ملا تحتمله حتى وقعوا بمشاكل كانوا متعاقين منها فجروا على أنفسهم متاعبها ويا ليتهم في الأخير نجحوا فيما يؤملون بل على العكس زادوا خصومهم قوة على قوة لأنهم هداهم الله لا يرعوون من خيبتهم في المرة الأولى من تشبثاتهم تلك بل أعادوا الكرة ثانية وثالثة ورابعة وكان نصيبهم من الخيبة والخذلان يتكرر في كل مرة