روى في الدر المنظم أن أعرابيا ... وقف على القبر الشريف وقال: اللهم إن هذا حبيبك، وأنا عبدك، والشيطان عدوك فإن غفرت لي ... سر حبيبك، وفاز عبدك، وغضب عدوك. وإن لم تغفر لي ... غضب حبيبك، ورضي عدوك، وهلك عبدك. وأنت يا رب ... أكرم من أن تغضب حبيبك وترضي عدوك، وتهلك عبدك.
اللهم: إن العرب إذا مات فيهم سيد اعتقوا على قبره، وإن هذا سيد العالمين فاعتقني على قبره، يا أرحم الراحمين.
فقال بعض الحاضرين: يا أخا العرب، إن الله قد غفر لك، بحسن هذا السؤال.
لعلك يا أخي ... لا تحتاج إلى كبير عناء ... . لاكتشاف ما أنطوى عليه هذا الخبر من الدس اللئيم، والمكر الخبيث، الكامن في متن هذه لرواية الموضوعة المصنوعة ... إنما مع ذلك، لا بد من الإشارة إلى ما خفى بين طياتها من الدس والمكر والخبث واللؤم. فتتعرى مكشوفة الأستار ... ويتضح لكل ذي عينين ما كان كامناً خلف تلك السجف المهتزئة ... .! التى كان يظن أصحابها أنها الحجب المتينة التى لم تنم ولا تشف.
هذا الخبر ... تكاد كل جملة فيه ... تصرخ أنه مكذوب موضوع. برغم ما حرص واضعوه على تغطية بعبارات مننقة، ومذوقة مصنعة، بزخرف القول ... لإخراجه بأثواب ظنوا أنها كاسية صفيقة ... تخفى ما تحتها من الطامات والبلاوى .. فإذا لم تظهر ما وراءها من النفوس الحاقدة على الإسلام وأهله. ويرمون من وراء صنعه الكلام وزخرفته الكتابية ... إدخال هذه الطامات والأباطيل، إلى القلوب الغافلة .. فتعالج فتحها بأناة وصبر، ورويداً رويداً حتى يجدوا فيها منفذاً ينفثون فيه سمومهم من العقائد والزندقة الخبيثة الماكرة.