للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كشف الشبهات

تحقيق في صحة أدلة الخصوم

لقد أورد ((القوم ... )) ثلاث آيات قرآنية وسبعة وعشرين حديثاً وقولاً كأدلة على صحة وشرعية التوسل بذوات المخلوقين - زعموا -

ليس المهم إيراد الآيات والأحاديث لإثبات شرعية أمر ما ... إنما المهم أن تكون هذه الآيات والأحاديث واردة في محالها وفي مناسباتها وخاصة منها الأحاديث فمن المعلوم عند أهل العلم أنه ليس كل ما يرد من الأحاديث صحيحاً ففيها الصحيح والضعيف وشديد الضعف والموضوع والمكذوب والباطل الذي لا أصل له ... وليس كل من يورد حديثاً ما ... يعلم صحته أو درجته فقد يورد أحاديث وتكون صحيحة مثلاً ولكن لا تؤيد الوجهة المستشهد بها وقد تؤيد وجهة نظره ولكنها ضعيفة أو موضوعة ... أي لا تقوم بها حجة ولا ينهض بها دليل.

إذاً ... فمجرد إيراد الأحاديث لا يقدم في الموضوع ولا يؤخر فيه شيئاً ... إلا إذا كانت صحيحة في ذاتها ... وفي الاستشهاد بها عندها تصلح دليلاً وتثبت بها الحجة ... وعلى هذا الأساس سيكون النظر في الأدلة الواردة من ((القوم ... )) هذا النظر المبني على القواعد العلمية المعترف بها وعلى الأسس التي اتفق عليها أهل العلم فإن كانت مطابقة لهذه القواعد والأسس حمدنا للقوم ... صنيعهم وأضفنا معلوماتهم إلى معلوماتنا أو صححنا معلوماتنا على أساس ما صح عندهم من الأحاديث وندعو لهم بالخير لأنهم دلونا على علم جديد وخير جديد أما إذا كانت غير ذلك ... فنحن في حل منها ... ومن الاستشهاد بها.

ولنبدأ أولاً بالآيات الكريمة التي أوردها. فإنه لاشك في الآيات فهي كلام الله تعالى ... ولكن هل كان استشهادهم بها صحيحاً ... وتصل أن تكون حجة لهم في الموضوع المختلفين فيه .. ؟ وها نحن أولاء نورد الآية الأولى التي استشهدوا بها على صحة التوسل بذوات المخلوقين.

<<  <   >  >>