الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فأحمد الله تعالى على قدره من رواج الطبعة الأولى من هذا الكتاب: / التوصل إلى حقيقة التوسل / داعياً إليه وهو أكرم مسؤول أن يقدر النفع به وأن يكون ذا أثر جليل في العقول والأفكار ... وبخاصة في الذين كانوا يجيزون التوسل إلى الله تعالى بذوات المخلوقين. هذا التوسل الممنوع الذي من أجل منعه وتحريمه أرسل الله وبعث المرسلين ليبلغوا الناس أن تعالى: لا يقبل توسلاً إليه ولا قربى إلا بما شرع جل وعلا لا بما يسول الشيطان لهم ويبتدعه من التوسل الممنوع الذي لا يزداد فاعله من الله إلا بعداً. ولعل هؤلاء ... يجدون في هذا الكتاب من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة المستندة إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يقنعهم بضرورة العودة إلى ما يرضيه تعالى من التوسل والقربى ... لأنه أو ضح حجة وأقوم محجة وهذه هي: / الطبعة الثانية / من هذا الكتاب أضعها بين أيدي حضرات القراء الأعزاء من إخواني المسلمين مصححة ومزيدة ومنقحة بعد أن نفدت نسخ الطبعة الأولى نفاذاً تاماً ... واشتد الطلب عليها فأعدنا طبعها لتظل المنفعة بها جارية والفائدة عميمة والأثر بالغاً وعميقاً ولعل الله يهدي بها القلوب ويسلكها صراطاً مستقيماً ويجعلنا ممن عناهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله:[لأن يدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم] وقوله - صلى الله عليه وسلم -[ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء] وبقوله: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له.] وصلى الله على وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.