للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٦ - حديث سواد بن قارب

روى الطبراني في الكبير: أن سواد بن قارب - رضي الله عنه - أنشد الرسول - صلى الله عليه وسلم - قصيدته التي توسل فيها التوسل ويقول الدحلان: ولم ينكر الرسول عليه ومنها قوله:

وأشهد أن الله لا رب غيره ... وأنك مأمون على كل غائب

وأنك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب

فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل ... وإن كان فيما فيه شيب الذوائب

وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعةٍ ... بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب

الكلام على متن هذا الحديث

إن هذه الأبيات الأربعة التي استشهد بها الشيخ دحلان على جواز التوسل بذات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيها معاني التوسل الذي يعنيه وبخاصة في البيت الثاني وهو قوله:

وإنك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب

تقدم معنا في أول الكتاب في تعريف الوسيلة لغة وشرعاً أن الوسيلة هي القربة إلى الملك ووسل إلى الله وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل. ولا شك ولا ريب أن العمل الذي عمله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم الأنبياء فصار بذلك أوفى المرسلين إلى الله وسيلة أي قربة ومنزلة فأي معنى من معاني التوسل بذوات المخلوقين موجود في هذا البيت ... ؟ الجواب: ليس فيه أي معنى من معاني التوسل بذوات المخلوقين إنما معناه هو ما قلناه آنفاً: إن أعمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي أعظم أعمال الأنبياء والمرسلين فصار بذلك أدناهم

<<  <   >  >>