للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[استشهادهم في الآيات كان في غير محله]

تلك آيات ثلاث ... استشهدوا بها على شرعية دعواهم بجواز التوسل بذوات المخلوقين ولكنهم خسروا دعواهم لأن استشهادهم كان في غير محله أي استشهدوا بآيات لا تمت مواضيعها ومضامينها بأية صلة من قريب أو بعيد إلى موضوع جواز التوسل بذوات المخلوقين فحري بمن يستشهد بمثل هذا الاستشهاد أن تسقط دعواه ويخسرها لأنه لم يستطع أن يثبتها.

على أنهم قدموا بالإضافة إلى الثلاث آيات المشار إليها اثنين وعشرين حديثاً وبيتاً واحداً من مرثية صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورؤيا للإمام الترمذي وخبرين عن الشافعي - رضي الله عنه -. وأن كل ما تقدم من أحاديث وأقوال أخرى قدموها استشهاداً واحتجاجاً بها على شرعية التوسل بذوات المخلوقين الذي سميناه بالتوسل الممنوع.

على أن هذه الأحاديث التي قدموها سوف نتحقق من صحتها أو عدم ذلك على القواعد العلمية الحديثية ونرى ماذا قال فيها أهل العلم تعديلاً وتجريحاً فما كان صحيحاً أخذناه أو غير صحيح أبيناه وبينا علله ونرجو الله تعالى أن لا نبتغي إلا وجهه الحق ولو كان على أنفسنا ولا يمنعنا عن نصرة الحق أي اعتبار ومهما كان خصمنا عظيماً في نظره أو في الناس، سنواجه بالحق الذي لا يعلو ولا يعلي عليه فما من عظيم إلا والحق أعظم منه فلو كان الحق ينادي

<<  <   >  >>