ثم قال: وإن أراد بالواسطة أنه لا بد من واسطة في جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يكون واسطة في رزق العباد ونصرهم وهداهم ويسألونه ذلك ويرجعون إليه فيه فهو أعظم من الشرك الذي كفر الله به المشركين حيث اتخذوا من دون الله أولياء شفعاء يجتلبون المنافع ويدفعون بهم المضار. اهـ.
[قول أبي حنيفة رحمه الله]
قال في الدر المختار: وفي التتار خانية معزياً للمنتقى عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها /١٨٠/) الأعراف.
قول ابن عربي:
وقال الشيخ ابن عربي شيخ الصوفية في الفتوحات المكية ج٤ ص٢٢٦ بولاق:(إن الله تعالى لم يترك لعبده حجة عليه بل لله الحجة البالغة فلا يتوسل إليه بغيره إنما هو طلب القرب وقد أخبرنا أنه قريب وخبره صدق).
الوجه الثاني: التوسل إلى الله تعالى: بجاه فلان أو حقه أو حرمته وما أشبه.
أما التوسل إلى الله تعالى: بجاه أو بحرمة المتوسل به ... فهذا عمل لم يشرعه الله ولم يبلغه رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا أمر به ولا حض عليه ولم يصل إلينا عن أحد من أصحابه - رضي الله عنهم -.
وإننا نوجه سؤالاً للذين يستحلون هذا النوع من التوسل فنقول:
إن هذا الذي تسألون الله بجاهه أو بحرمته عنده كيف يكون له هذا الجاه والحرمة وتلك المنزلة الطيبة عنده سبحانه؟ أليس هذا كله من طاعته لربه وتنفيذه لأوامره وتركه لنواهيه وفعله الخيرات وجهاده في سبيل الله ونشره الدعوة بين الناس وصبره على الأذى في سبيلها .. ؟ أليس كذلك ... ؟ ولولا أن يفعل هذا ... ما كان له في ذلك الجاه ولا الحرمة ولا تلك المنزلة العالية. فإذا كان الأمر كذلك ... فهل لكم من أعماله تلك أي سهم أو نصيب ... ؟ ستقولون: لا إن عمله له وليس لأحد أي نصيب منه، فأقول: هذا القول