للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الثاني

قال يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين (٩٧) قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم (٩٨) ... يوسف

وهذه آية كريمة توضح أن توسل المؤمن بدعاء أخيه المؤمن له معروف عند الأمم المؤمنة قبلنا وهؤلاء أبناء يعقوب عليه السلام الذين عصوا الله تعالى في معاملة أخيهم يوسف عليه السلام ... ثم كذبهم على أبيهم بادعائهم أن الذئب أكل أخاهم ... وليس الأمر كذلك ... وبعد انكشاف الأمر شعروا بعبء التبعات فهرعوا إلى أبيهم يسألونه أن يستغفر الله لهم وهو النبي الكريم المستجاب الدعوة وقدموا دعاءه الله لهم بالمغفرة وسيلة مقبولة عند الله.

ثم لننظر ما كان موقف أبيهم من طلبهم ... ؟ أكان يوافق طلبهم أم يرى أن فيه محذوراً فلا يفعل ... ؟ لأن من تأكدنا هذا. نستدل على جواز ذلك أو عدمه إننا نرى أنه وافق ووعدهم بذلك وقال: (سوف أستغفر لكم ربي ... ) ولا شك أنه وفى بوعده واستغفر لهم الله تعالى مما فعلوا بأخيهم ...

وإننا نستنتج من استغفاره لهم صحة ومشروعية طلب الدعاء من الغير أي مشروعية توسل المؤمن بدعاء أخيه المؤمن له وإن ذكر هذه القصة في القرآن فيه إلفات نظر للمؤمنين أن يتأسوا بهم في طلب الدعاء من الغير وإن في ذلك لدليلاً على مشروعيته لأن العقيدة التي جاءت بها الأديان السماوية واحدة لا تتبدل ولا تتغير من لدن آدم إلى محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

ولا شك أن يعقوب عليه الصلاة والسلام بر بوعده لأبنائه فاستغفر الله لهم وأن الله تعالى استجاب دعوته فغفر لبنيه خطيآتهم إنه هو الغفور الرحيم.

<<  <   >  >>