به طفل لأيدناه ونصرناه ولو نادى بالباطل عظيم لحاربناه وخذلناه فالحق أحق أن يتبع ويؤيد وينصر.
نسأل الله تعالى أن يسدد خطانا ويهبنا رشدنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويحببنا فيه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ويكرهنا فيه إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
[أدلتهم الحديثية]
وها نحن أولاً نجري البحث على الأحاديث التي احتجوا بها على شرعية التوسل إلى الله بذوات المخلوقين! وننظر فيها بناء على ما قرره الثقاة الأعلام والأئمة الإثبات من جهابذة علم الحديث ... فإن أقروا صحتها نأخذ بها ونضف إلى علمنا علماً جديداً ونشكر للذين احتجوا بها حسن صنيعهم وندع الله لهم أن يجزيهم عنا كل خير ويجزل لهم الثواب بما يستحقون وفوق ما يستحقون.
وإن نفى أهل العلم صحتها بما لديهم من الأدلة على ذلك ... فإنا نضيف إلى من زعموا صحتها علماً جديداً إلى علمهم بأنها غير صحيحة ولا يحتج بها ولا يستشهد فيعلمون هذا ويدعون لنا بالخير وبأن يثيبنا الله على ذلك بما نستحق وفوق ما نستحق ... وبفضله ومنه وكرمه.
ونكون في نفس الوقت أذعنا على المؤمنين علماً بالأمر حتى يكونوا على بينة منه فنجنبهم بذلك أوزاراً قد يحملونها ... وأوزاراً من الناس الذين أخذوا بها اعتقاداً وعملاً قد يحملونها فوق أوزارهم لأنهم كانوا سبباً لذلك ... وهكذا ... فإن العلم الصحيح نور يستضاء به في ظلمات الجهل بل يبدد ظلماته فلا يبقى مع النور ظلمة ولامع العلم جهل ولا مع اليقين شك نسأله تعالى العون والسداد والتوفيق والرشاد إنه على كل شيء قدير.