للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٧ - أرأيتم ... لو كان لأحدكم حاجة عند كبير من المخلوقين أما كنتم توسطون له فيها أحداً من خواصه الذين لهم دالة عليه، فيدخل عليه ويكلمه بشأنها فتقضى هذه الحاجة لديه؟ ستقولون نعم ... فنقول: وهكذا نحن نوسط إلى الله تعالى أنبياءه وأولياءه وأصفياءه لتقضى حوائجنا عنده ... فما بالكم أقمتم الدنيا وأقعدتموها ... ؟

وبعد: فها نحن قد سردنا لكم ما نعتمده من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة والحجج المنطقية في جواز التوسل بذوات المخلوقين عسى أن تقتنعوا بها ... وينتهي هذا الخلاف بيننا. والحمد الله رب العالمين.

[ثم قالوا]

ولعلكم إذا أنعمتم النظر في أدلتنا العديدة التي أوردناها عليكم ... ترجعون عما يجول في خواطركم من تسفيه التوسل بالصالحين وتسفيه القائلين به ... بل وتكفيرهم أحياناً!! متجاهلين التدهور في الدين والأخلاق ولإقبال على المنكرات التي تقترف علناً في الشوارع والطرقات ... كأن الأمر لا يهمكم ولا يوجد منكر في نظركم إلا بحث التوسل الممنوع فأقمتم النكير عليه وعلى أهله!!؟ بينما أعداء الأمة يفرحون بهذا النزاع المستمر ويستغلونه إلى أبعد حدود الاستغلال ... أيجوز أن نفتح في صفوفنا ثغرات تمكن عدونا أن يخلص إلينا منها ... ؟

يجب أن تنتبهوا إلى هذه الأخطار وتكفوا عن طرح هذه المواضيع ... وهذا على افتراض أنكم محقون فيما تذهبون إليه فكيف بكم وأنتم لستم كذلك ... !!؟ وخاصة بعد ما اطلعتم على حججنا وبراهيننا الناطقة بثبوت صحة التوسل الذي منعتموه ... وفي هذا القدر من الكلام حول هذا الموضوع كفاية ونأمل أن تسلموا للحق الذي أطلعتم عليه وتوقنوا به. علنا نعود - إن شاء الله صفاً واحداً ونعود كما وصفنا الله في كتابه العزيز:

<<  <   >  >>