للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإنسان في أحسن تقويم /٤/) التين ولكن هذا الإنسان الكفور الذي أحسن الله إليه بنعمتي الإنسانية والعقل فقد أزرى بنفسه وأهمل عقله وأنزل نفسه منزلة الخلائق التي تمشي على ... !!! وإن كان الظاهر يمشي على اثنتين!!! كما يمشي البشر فلا غرو بعد ذلك أن يجاريه ويعاقبه على تنكره للنعمة بأن يرده إلى جهنم وبئس المصير فقال عز من قائل: (ثم رددناه أسفل سافلين /٥/) التين جزاء وفاقاً لأنه لم يشكر النعمة بأن أفرده بالعبادة وحده وأطاع رسله نعم ... إنه لم يشكر النعمة بل كفرها بل وكفر بربه الذي سواه فعدله في أي صورة ما شاء ركبه فطفق يلجأ بدافع من كفران النعمة إلى أهل القبور!!!؟ أهل القبور الذي شاهدهم حين ماتوا وهو الذي غسلهم وهو الذي كفنهم وهو الذي قبرهم بيده وهو يعلم أنهم ماتوا ولولا ذلك ما قبرهم ولا دفنهم ولا أهال عليهم التراب ثم شرع يخاطبهم كما يخاطب الأحياء!!!؟ ويستغيث بهم!! ويتوسل بهم إلى الله تعالى لقضاء الحوائج وغير ذلك هكذا يزين الشيطان لمن يتبعه سوء عمله ويوسوس لهم بأن هؤلاء الذين قبروهم بأيديهم بالأمس أنهم اليوم أشد شعوراً وأقوى إجابة وأسرع نجدة وأجدى وسيلة!!!؟ فيستجيبون له في كل ما يوسوس لهم ويطيعونه ويشفقون على الذين آمنوا لم لا يكفرون!!!؟

أجل هكذا يوسوس لهم إبليس وقال لهم: إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور بعد أن رآهم أطوع إليه من جنوده وبعد أن سلبهم عقولهم وإرادتهم وإنسانيتهم حتى غدوا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً ...

يدعون أهل القبور أو يتوسلون بهم إليه تعالى عن دعائهم غافلون وما يدرون أيان يبعثون يدعون الميت ويتركون الحي الذي لا يموت يوسطونهم إلى الله وهم لا يسمعون ويتركون السميع العليم الذي لا يغرب عن علمه شيء في المساء ولا في الأرض وهو معهم بصفاته العلي أينما كانوا يعطونهم من الصفات ما لا يليق إلا برب العالمين الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهم يعلمون أنهم ميتون لا يسمعون

<<  <   >  >>