الأعظم - صلى الله عليه وسلم - وهل تلقينا السنة المطهرة إلا عن
طريقهم؟ ولكن خلف بعد القرون الخيرة خلف تسلك البدعة إلى فوفهم ثم توارثت الأجيال الجاهلة ما سول الشيطان لهم بدعة ... حتى صار لهم أعوان وأنصار ... فشرعوا من الدين ما لم يأذن به الله وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً حتى أصبح التوسل الممنوع شعاراً عاماً بين المسلمين - إلا من رحم ربك - فترى الكثرة الكثيرة عامة وخاصة عند ما يتوسلون يكاد ... أن لا يخطر على بالهم التوسل إلى الله بذات الله بأسمائه وصفاته أو بالأعمال الصالحة ... وأصبحت السنة بدعة والبدعة سنة!!! فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وإذا حاولت يا أخي تذكيرهم بالحق وبالسنة المنسية غضب أكثرهم وسمع لأنفاسهم شهيق وزفير ولأضراسهم تغيظ وصرير وتكاد أعينهم ترميك بالشرر ... كل هذا ... لأنك ذكرتهم بالسنة وإحيائها ودعوتهم إلى شميم العبق وأريحها الفواح بالحق والخير والهدى.
لا تيأس يا أخي ... إن الحياة جهاد وكفاح ... وإن إصرارك في الحق ورسوخك مؤثراً في النفوس فتتفتح له القلوب والأفئدة عاجلاً أو آجلاً ويعود الحق خفاق البنود في ظل ظليل من الرعاية الإلهية والعناية الربانية فإلى ذلك المستقبل المنتظر ... أسرع الخطى وكل آت قريب إن شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله عليه نتوكل وبه نستعين.
وليس التوسل المشروع الذي أضاعه المسلمون هو المقصود من الجهاد فحسب لا إنما السنة النبوية في كل شيء دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها ... من قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله إلى الحكم بما أنزل الله ... إلى ... إماطة الأذى عن الطريق كل هذا يدخل في حساب الجهاد في سبيل الله حتى تعود العقيدة الصحيحة والحكم الصالح والحياة الإسلامية في كل معانيها ... في البيت وفي الشارع وفي المسجد وفي المجتمعات العامة والسوق والحانوت والمتجر وكل شأن من شؤون الحياة لأن الإسلام الشامل شمل كل الحاجات أعلاها وأدناها