لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة] رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
هذا الحديث الكريم يبين لك ما هو فضل من يجيب المؤذن مثلما يقول ثم يصلي عليه ثم يسأل له من الله الوسيلة وهي المنزلة الرفيعة في الجنة التي لا تنبغي إلا لرجل أو عبد من عباد الله ويأمل رسول الله أن يكون هو ذلك العبد إن فضل ومكافأة من يجيب المؤذن ثم يصلي عليه الصلاة والسلام ... أن يصلي الله عليه بها عشراً أي عشر مرات في الملإ الأعلى وإن مكافأة من يسأل له الله والوسيلة هي أن تحل له شفاعته - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة.
هذا ملخص لمعنى هذا الحديث الشريف إنما الشاهد من إيراده هو قوله - صلى الله عليه وسلم -[ ... ثم سلوا الله لي الوسيلة ... ] أي: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطلب من جميع أفراد أمته أن يسألوا له الله الوسيلة التي هي المنزلة الرفيعة في الجنة وهذا دليل على صحة ما قلناه قبل صفحات: أن يجوز توسل الأعلى بدعاء الأدنى وهذا منه. فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أشرف مخلوق وأكرمهم على الله وهو أعلى أنواع المخلوقات رتبة ومنزلة عند ربه يطلب ممن دونه منزلة .. ! أن يدعوا الله له يعطيه تلك المنزلة الرفيعة السامية ومن فعل ذلك وعده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يشفع له يوم القيامة.
فهذا رسول الله وأفضل خلقه وأشرفهم وأعلاهم منزلة يتوسل إلى الله تعالى بدعاء أمته له أن يعطيه الوسيلة والمقام المحمود في الجنة وكافأ من يعينه على ذلك بالدعاء ... أن تحل له شفاعته فيفوز بالجنة معه عليه أفضل الصلاة والسلام.
فهل من دليل دل على مشروعية التوسل إلى الله بدعاء المؤمن لأخيه المؤمن من قول الله ورسوله؟ ومن سؤاله؟ ومن سؤاله بذاته عليه الصلاة والسلام من أفراد أمته أن يسألوا الله له أن يعطيه تلك المنزلة السامية والمقام العظيم.
إنك معي يا أخي القارئ الكريم إذا قلت: إن قليلاً ما هم يتوسلون إلى الله بتلك التوسلات المشروعة! وإنك لترى غالبية الأمة بما فيها الخاصة ...