وهذا ترغيب بشفاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . فمن أحب أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شفيعاً له يوم القيامة فليواظب على الدعاء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الدعاء بعد كل أذان.
كل هذا الترغيب حتى ينال منك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا التوسل له إلى الله أن ينيله الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود ويعطيه هذا الفضل العظيم وإنه سينيله حتماً ويعطيه بلا شك ولا ريب ذلك المقام الرفيع العظيم المحمود ولكن لا بد من السبب المشروع لنوال ذلك وهو توسل أفراد أمته جميعاً عقب كل أذان ولا شك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اختار الوقت الذي فيه الدعوة لا ترد وهو وقت إستجابة الدعاء.
فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
[الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد] رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما وزاد: [فادعوا] وزاد الترمذي في رواية: [قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال:((سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة))].
فتأمل يا أخي القارئ المسلم ... كم لتوسل المؤمن إلى الله بدعاء أخيه المؤمن له من الفضل والاستجابة وخاصة بعد الأذان وعند حضور الجهاد في سبيل الله تعالى.
إذاً ... فهذا النوع من التوسل المشروع توسل عظيم مستجاب: كيف لا والرسول الأعظم يطلبه من أمته وذلك دليل على أنه من الخير العميم الذي دل أمته عليه ولم يترك خيراً يعود على أمته إلا وأمرها به ولم يترك شراً يعود أمته إلا وحذرها منه جزى الله عنا نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - ما هو أهله.
الدليل الثاني
وهذا هو - صلى الله عليه وسلم - يطلب من عمر - رضي الله عنه - أن يدعو له وهذا دليل آخر على شرعية التوسل بدعاء المؤمن لأخيه المؤمن وكل ذلك ولا شك تعليم لنا حتى نقتدي به - صلى الله عليه وسلم - وإليك لفظ الحديث ...