أليس في هذا الحديث حض من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على توسل المؤمن بدعاء أخيه المؤمن .. ؟ ألا يدل حض رسول الله وحثه على هذا التوسل ... على مشروعيته ... ؟ لا شك ولا ريب أن يدل على ذلك فيها يا أخي فإن دعاءك لأخيك بظهر الغيب توسل منك إلى الله سبحانه وتعالى كي يستجيب دعاءك فيه. فإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الله عليه وسلم يحضنا على الخير ... من خلال حياته مع أصحابه فما ذاك إلا من أجل أنه عمل مشروع ... ومن أجل التأسي بهم والعمل بمثل ما كانوا يعملون. وهذه أم سليم رضي الله عنها تتوسل إلى الله تعالى بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنس وتقول:(يا رسول الله خادمك أنس أدع الله له) وهذه المرأة التي كانت تصرع وتتكشف حين صرعها. تقول: يا رسول الله: ادع الله لي فأمرها بالصبر .. وآخر الأمر سألته الدعاء لها بأن لا تنكشف عندما لا تصرع ... أنها تتوسل إلى الله تعالى بدعاء رسول الله لها ألا تتكشف حينما يقدر الله صرعها فدعا لها .. فلم تتكشف بعد ذلك.
وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرشد أصحابه - رضي الله عنهم - أن يطلبوا الدعاء من ((أويس القرني)) إذا ما أدركوه ... أي أن يتوسلوا إلى الله تعالى بدعاء أويس لهم لأنه رجل - كما أخبرهم رسول الله - مستجاب الدعوة.
إن الأدلة والأمثلة على ذلك ... كثيرة لا تحصى ولا تستقصى إنما قدمت لك يا أخي يالقارئ المسلم - كما ذكرت لك آنفاً - قدمت لك باقة فواحة جنيتها من حديقة عبقة بالشذى النبوي العطر مكتظة بأفانين لا تعد من الزهر الزكي الذي يضوع أريجه على الدنيا فيضمخها بعرف زكي شذي ..
تنتعش به النفوس المؤمنة والأفئدة المطمئنة وترتاح له العقول السليمة والأفهام الصحيحة فتمتليء جميعاً هدى يقودها إلى الطريق القويم وسيسلك بها الصراط المستقيم إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين اللهم اجعلنا منهم وجنبنا مواطن الزلل واهدنا وأهد بنا إنك على كل شيء قدير وبالإجابة