لعل التوسل الممنوع وتعريفه وبيانه ... هو المقصود من تأليف هذا الكتاب بل هو المراد الأكيد من ذلك إنما وددت أن أسبقه ببحث التوسل المشروع بأنواعه ... وآتي بالأدلة الساطعة والحجج الدامغة على صحته وأذكر بالشارع الحكيم به وحض المؤمنين عليه وأنه سبحانه لا يقبل توسلاً ولا زلفى إلا بما شرع ... ولا شك أن التوسل المشروع لم يسم مشروعاً إلا لأنه تشريع من الله سبحانه.
ذلك لألفت أنظار إخواني المؤمنين جميعاً إلى العمل به لا لذاته فحسب ... بل لأنه مشروع مأمور به في مواضع لا تحصى وأمكنة لا تستقصى من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وعندما أبين التوسل المشروع في تلألئ حججه وسطوع براهينه وتلقيه عن الله تعالى من يوم أن تلقى آدم كلمات عليه إلى عهد محمد صلوات الله عليه وعلى الأنبياء وسلامه ... وإلى يوم القيامة أعتقد بأن لهذا البيان أثراً كبيراً في أعماق النفوس من إخواني المسلمين جميعاً فأما الذين يحلون التوسل الممنوع عندما يرون الحجج والبراهين ساطعة متألقة في جانب التوسل المشروع يعيدون النظر في حلهم للتوسل الممنوع ... لا سيما عندما يرون ((حجج القوم ... )) تنهار كوخاً فكوخاً وأعشاشاً بعد أعشاش