للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثلاً: اللهم إني أقسمت عليك بفلان أو أسألك بحق فلان أن تقضي حاجتي ...

قد يتأثر المخلوق إذا أقسمت عليه بعظيم أو مكرم لديه ... فيتحول عن عزمه الذي كان عازماً على فعله ... إلى مرادك الذي أقسمت عليه بأن يلتزم به ... أما الله سبحانه فلا أحد يستطيع

أن يحول مراده أو يؤثر عليه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً (وهو يجير ولا يجار عليه) /٨٨/ المؤمنون. أي هو السيد العظيم الذي لا أعظم منه أحد الذي له الخلق والأمر ولا معقب لحكمه الذي لا يمانع ولا يخالف وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فمن كان هذا شأنه كيف تقسم عليه بمخلوق؟ ألا إن شاء الله أعظم من ذلك وإن الله تعالى جده وتقدست أسماؤه وجلت صفاته هو الذي يقسم به على مخلوقاته لا أن يقسم عليه بمخلوقاته.

ألا ترى معي يا أخي المسلم أن الإقسام على الله بمخلوقاته ليس شركاً فحسب .. بل هو تقرب إلى الله بالشرك به ... !!! والمفروض بالتقرب ... أن يكون بشيء يرضي المتقرب منه ... ولا يفكر عاقل بأن يتقرب إلى أحد بما يكره وإن هؤلاء الذين يقسمون على الله بمخلوقات يتقربون إلى ربهم بذلك ... والله سبحانه لا يرضيه أن يشرك به عباده ... فضلاً عن أن يتقربوا إليه بهذا الشرك وما أدري إذا كان هؤلاء يدرون ما يفعلون أو لا يدرون ... !!!؟

(فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم)

ثم نسأل: إذا كان الحلف عبادة ... هل المحلوف به أعظم أم المحلوف عليه أعظم ... ؟ سيقولون بل المحلوف به أعظم ... فإذا كان المحلوف به أعظم فعندما نحلف على الله بأحد خلقه من يكون هنا المحلوف عليه ... ؟!!! سيقولون: المحلوق والمحلوف عليه هو الله الخالق. فنقول: أرأيتم كيف جعلتم المخلوق أعظم عندكم من الخالق ... ؟!!! نعوذ بالله من الشرك والكفر وسوء المنقلب في الدنيا والآخرة.

أرأيت يا أخي المسلم كيف يستولي الشيطان على هؤلاء فيريهم الحق باطلاً والباطل حقاً ... ؟ أرأيت يا أخي إلى أية هاوية يريد الشيطان أن يرديهم فيها.؟

<<  <   >  >>