للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبدك وأنت يا رب أكرم من أن تغضب حبيبك وترضي عدوك وتهلك عبدك. اللهم إن العرب إذا مات فيهم سيد اعتقوا على قبره وإن هذا سيد العالمين فاعتقني على قبره يا أرحم الراحمين. فقال له بعض الحاضرين: يا أخا العرب إن الله قد غفر لك بحسن هذا السؤال.

١٤ - أبيات الأعرابي: روى البيهقي عن أنس - رضي الله عنه - أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستسقي به وأنشد أبياتاً أولها:

أتيناك والعذراء يدمي لبانها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل

إلى أن قال:

وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأنى فرار الخلق إلا إلى الرسل

فلم ينكر عليه - صلى الله عليه وسلم - هذا البيت بل قال أنس: لما أنشد الأعرابي قام - صلى الله عليه وسلم - يجر رداءه حتى رقى المنبر فخطب ودعا لهم فلم ينزل يدعو حتى أمطرت السماء.

١٥ - وفي صحيح البخاري: أنه لما جاء الأعرابي وشكا للنبي - صلى الله عليه وسلم - القحط فدعا الله فانجابت السماء بالمطر - صلى الله عليه وسلم -: لو كان أبو طالب حياً لقرت عيناه. من ينشدنا قوله؟ فقال علي - رضي الله عنه -: يا رسول الله: كأنك أردت قوله:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فتهلل وجه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله يستسقى الغمام بوجهه ولو كان ذلك حراماً أو شركاً لأنكره ولم يطلب إنشاده.

١٦ - حديث سواد بن قارب:

روى الطبراني في الكبير أن سواد بن قارب - رضي الله عنه - أنشد الرسول - صلى الله عليه وسلم - قصيدته التي فيها التوسل، (يقول الدحلان): ولم ينكر الرسول عليه ومنها قوله:

وأشهد أن الله لا رب غيره

وأنك أدنى المرسلين وسيلة

فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل

وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة ... وإنك مأمون على كل غائب

إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب

وإن كان فيما فيه شيب الذوائب

بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب

<<  <   >  >>