للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي يقول: [من كذب علي يلج النار].

فتعالوا أيها القوم: هل هذا الحديث الذي أوردتموه من الأحاديث الصحيحة أم من الأحاديث الباطلة عليه - صلى الله عليه وسلم -؟ لا شك أنه من الأحاديث الباطلة المكذوبة! وهل الباطل والكذب من الإصلاح أم من الإفساد؟ تعالوا نحن جميعاً من المصلحين لا من المفسدين لتكون لنا ((طوبى)) وهي شجرة في الجنة يسير الراكب السريع في ظلها مائة سنة. ألا ترون معنا أن لنا في الأحاديث الصحيحة غنى عن الأحاديث الباطلة والمكذوبة؟ أجل عن الله سبحانه من على هذه الأمة المحمدية بأن هيأ لها رجالاً منها ينخلون رسول الله نخلاً بما من الله عليهم من العلم والفهم فعزلوا الصحيح الذي قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير الصحيح الذي افتراه عليه البعض الذين لا خلاق لهم ... فعزف الصحيح من الضعيف والمكذوب وهذا ما خص الله به الأمة دون غيرهما من الأمم.

وإذا نحن قلنا عن هذا الحديث أنه مكذوب .. لا يعني أننا لا نؤمن بجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإننا نؤمن ونعتقد ونجزم عن يقين بأن له - صلى الله عليه وسلم - جاهاً يفوق كل ذي جاه من المخلوقات في السماء أو في الأرض فإذا لم يكن لرسول الله جاه عند ربه إذاً فأي مخلوق له جاه من دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وليس على وجه البسيطة مسلم ينكر جاه رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولكن هل أمرنا رسول الله أن نتوسل إلى الله بجاهه .. ؟

نعم إن جاهه عظيم لكن لم يأمرنا أن نتوسل به إلى الله تعالى لأن جاهه الذي هو له - صلى الله عليه وسلم - هو نتيجة لعمله العظيم من دعوة إلى الله تعالى وصبر عليها وجهاد في سبيلها وأعمال صالحة وعبادات تفوق العدو الحصر من صلاة وصوم وحج وزكاة وفعل للخيرات إلى ما هنالك من الأعمال العظيمة التي

<<  <   >  >>