للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(قال السبكي في كتابه / شفاء السقام في زيارة خير الأنام / العتبي، وأسمه محمد ابن عبد الله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب كان من افصح الناس رواية للأداب وحدث عن أبيه، وسفيان بن عيينة توفى سنة ثمان وعشرين ومائتين يكنى أبا عبد الرحمن) أهـ. كلام السبكي). وذلك طبعاً يعد أن ذكر حكاية العتبي وروايته عن الأعرابي مستدلاً بها في كتابه على جواز التوسل بذوات المخلوقين.

إذا ... فالعتبي الذي تزعمون أنه صاحب الرواية عن الأعرابي .. هو نفسه المترجم في الكتب المذكورة بشهادة شيخكم السبكي في كتابه: / شفاء السقام في زيارة خير الأنام /، (وشهد شاهد من أهلها) بينما في الحقيقة أن العتبي هذا ... تأخر عن العتبي الذي يريدون إقحامه في الرواية عن الأعرابي .. بما يردي على المائتي سنة تقريباً ... فتأمل.

قال ابن عبد الهادي في كتابه: / الصارم المنكي في الرد على السبكي.

(وأما حكاية العتبي التى أشار إليها - أى السبكي - حكاية ذكرها بعض الفقهاء والمحدثين، وليست بصحيحه ولا ثابتة إلى العتبي ... .!!

وقد رويت عن غيره بإسناد مظلم ... وهي في الجملة حكاية لا يثبت بها حكم شرعي، ولا سيما في مثل هذا الأمر الذي لو كان مشروعاً مندوباً، لكان الصحابة والتابعون أعلم به وأعمل به من غيرهم وبالله التوفيق) أهـ.

الرواية الثالثة:

وقد رويت هذه القصة ... . لا عن العتبي ... إنما رويت أيضاً عن محمد بن حرب الهلالي عن الأعرابي وتارة عن محمد بن حرب الهلالي عن أبي محمد الحسن الزعفراني عن الأعرابي.

والزعفراني هذا من أجلة أصحاب الشافعي وأعيانهم توفي سنة / ٢٤٩ / رحمه الله فكيف يمكنه الرواية عن الأعرابي الذي تقدمه كل هذا الزمن ... !!؟

وإنك يا أخي لترى هذا الاضطراب البالغ فتارة يروون هذه القصة عن على ... . وتارة عن العتبي الذي كلفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المنام أن يلحق بالأعرابي ويبشره

<<  <   >  >>