للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وفي صحيح البخاري (وذكر الحديث إلى قوله: عصمة للأرامل) وقال: فتهلل وجه الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله: يستسقى الغمام ولو كان بوجهه ولو كان ذلك حراماً أو شركاً لأنكره ولم بطلب إنشاده ليس في صحيح البخاري هذه الرواية إنما ورد من حديث أنس قال: [جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هلكت المواشي وتقطعت السبل فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة ثم جاء: فقال تهدمت السبل وهلكت المواشي فادع الله يمسكها فقال: ((اللهم على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر)) فانجابت عن المدينة انجياب الثوب].

وقد روى البخاري حديث أنس هذا ... من طرق وليس في واحدة منها ((قال - صلى الله عليه وسلم -: لو كان أبو طالب حياً لقرت عيناه ... الخ))

والصواب: أن راوي الحديث هو البيهقي لا البخاري وفي سنده مسلم الملائي وهو متروك الموضوع فانظر إلى تحريف الدحلان عدا عن أغلاط لغوية يجل عنها رسول الله وهو أفصح العرب وذلك من وجوه:

١ - إن كلمة (لما) لا يدخل في جوابها في مثل هذه المواضع لفظة: (الفاء) في قوله الله (فدعا الله ... )

٢ - إن لفظ (شكا) متعد بـ (إلى) لا بـ (اللام) قال الله تعالى (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) وفي رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك بن البخاري: [أن رجلاً شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: هلك المال وجعد العيال]

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [اشتكت النار إلى ربها] متفق عليه.

وعن خباب قال: [أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكونا إليه حر الرمضاء فسلم يشكنا] رواه مسلم.

وعن عائشة رضي الله عنها عن البخاري في كتاب التيمم: [فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] وقد جاء تعدية (شكا) بـ (إلى) في غير واحد من الأحاديث الصحيحة وقال في القاموس: شكا أمره إلى الله.

<<  <   >  >>