وقد انحرف المسلمون بالقرآن - إلا من رحم ربك - إلى مقاصد انحرفت به عن المراد الذي شاءه الله تعالى لهذه الأمة المحمدية لتكون: خير أمة أخرجت للناس.
فحققوا بذلك غايات وأهداف أعدائهم الذين يهدفون إلى صرف المسلمين عن أوامر القرآن ونواهيه وحلاله وحرامه وعبره وعظاته وهكذا كان ...
فجعل المسلمون قرآنهم: تمائم وتعاويذ أحجة ووصفات طيبة وقراآت على الأموات وترانيم تخرج بآياته الكريمة عن معانيها وتتعلق الأنفس بالترانيم دون المعاني فتنطلق الآهات والتأوهات لا على مجد الإسلام الضائع ولا على أحكام الكتاب المعطلة ولا على ما هم عليه من الانقياد إلى أغراض الكافر العدو اللدود بل من أثر النغمات الموسيقية التي أخضع القارئ القرآن وآياته إلى موازينها وإيقاعاتها ... ودليلنا على ذلك أننا إذا سألنا أصحاب الآهات والتأوهات عن المعاني التي عقلوها من آيات الذكر الحكيم ... لوجدناهم في غفلة عن هدي القرآن لأن النفوس منصرفة إلى الألحان عن المعاني. ويقولون: ما شاء الله!! شيخنا قارئ على السبعة!! يرددونها كالببغاء
وأنهم والله لأجهل منها بالسبعة والتسعة والعشرة ... وهذا ما يسعى الكافر لتحقيقه فيصرف المسلمين عن الجهاد في سبيل الله والحكم بما أنزل الله وفهم مراد الله والعمل بمقتضاه.
يقولون: نقرؤه البركة!! وياليتهم يفهمون معنى البركة نعم يجب أن نقرؤه للبركة وما هي البركة .. ؟ أليست البركة هي الزيادة والنماء؟ زيادة في العقل ونماء في الفهم والعرفان فإذا عقلنا القرآن وفهمنا مضامينه وعلمنا أحكامه ونفذناها بدقة على مراد الله حصلت البركة والزيادة والنماء في كل شيء فكان الانطلاق والانعتاق والتحرير وكان البناء والعز والدولة والسلطان فلا نكتفي أن نكتب على الأوراق ونصرح بالأشداق: أمة واحدة من المحيط إلى الخليج ... نعم لا نكتفي بذلك لأن القرآن لا يقف عند هذا المطلب التافه ... بل هو هدى ورحمة للعالمين ولسوف ترف بنوده وأعلامه