للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتوسل به في أية حاجة لك مشروعة فإن الله سبحانه يستجيب دعاءك ويعطيك سؤلك وينيلك ما تتمنى في أي حاجة من حاجات الدنيا والآخرة.

أما إذا سألت الناس به وتعجلت أجرك منهم ولم تتأجله من رب العالمين فقد أغضبت الله لأنك غيرت الوجهة التي من أجلها أنزل القرآن ... وفي ذلك معصية الرب فمن ساعدك على المعصية فهو شريكك فيها.

أصبح القياد في يديك فإنك تستطيع أن تجعل قراءتك نوراً لك وهداية تخرجك من الظلمات إلى النور وسبيلاً صحيحاً ومنهجاً سليماً للوصول إلى رضاء الله تعالى وثوابه وعطائه في الدنيا والآخرة .. وتستطيع أن تجعل قراءتك حسرة عليك تتعجلها من الناس وتشتري بها ثمناً قليلاً في غير طاعته ... تقرأه على القبور وللأموات والله تعالى يقول: (إن هو إلا ذكر وقرأن مبين لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين) إن هذا القرآن نذير للأحياء يفهمونه ويعقلونه ويعملون به لا للأموات الذين غدوا إلى ما عملوا في الدنيا وانقطع عملهم منها بوفاتهم إلا من صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو لهم وكل ذلك من كسبهم في الحياة الدنيا.

اتضح لك ما هو المقصد الكريم من قوله - صلى الله عليه وسلم -: [من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرأون القرآن يسألون به الناس].

وشتان بين من يسأل الله ومن يسأل به الناس وهل ما عند الناس كما عند الله وأي شيء يملكه الناس ... ؟!! ومن أين ما عند الناس ... أليس هو مما عند الله ومن ماله ورزقه ... ؟ فإذا كان ما عند الناس هو من الله فهلا سألتا به الله الذي له ملكوت كل شيء .. ورب الناس ورب ما عند الناس ... ؟ وهلا تقربنا إليه تعالى بما يحب ويرضى ولم نبع عطاء الله بعطاء الناس؟

أجل ... إن مراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتعلق المسلم بربه ويرغب إليه بالدعاء

<<  <   >  >>