أتوسل إليك أو أتوجه إليك بفلان أو أسألك بجاه فلان أو بحرمته أو بحقه دون أن يكون لذلك الشخص المتوسل بدعائه له ولا بغير ذلك ... كما يطلق التوسل عند أولئك المتأخرين على الإقسام على الله بالرجل الصالح أو بمن يعتقد فيه الصلاح.
لهذا اعتنى بموضوع التوسل من عرفوا مدى خطورة الوضع فأوضحوا الحقيقة وفرقوا بين ما دل الكتاب والسنة عليه من التوسل وما تكلم به الصحابة وفعلوه وبين ما أحدثه المحدثون في هذا اللفظ ومعناه.
غير أن الموضوع كان متفرقاً في المراجع لم يفرده أحد بكتاب فيما أعلم ... قبل شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الذي صنف فيه كتابه المشهور ((القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة)) وبين فيه بكل دقة معنى التوسل المعهود عند الصحابة.
وبحث في تلك الألفاظ التي أحدثها أولئك المتأخرون في أدعيتهم وادعوا أنها من قبيل التوسل المشروع وأجاب عم تعلقوا به واعتبروه أدلة لهم.
ثم بعد شيخ الإسلام ابن تيمية لم أطلع على من اعتنى بجميع كل ما يتعلق بالموضوع في كتاب خاص كما اعتنى به في عصرنا هذا رئيس جمعية الدعوة السلفية إلى الصراط المستقيم بحلب الشيخ محمد نسيب الرفاعي فقد أفرده بكتاب سماه (التوصل إلى حقيقة التوسل) بسط فيه أدلة أنواع التوسل المشروع وبين وجه الاستدلال بكل دليل منها ثم تطرق للألفاظ المتقدمة التي اشتهر عند المتأخرين إطلاق لفظ ((التوسل)) عليها دون أي صلة للمتوسل به بموضوع المتوسل وأدى لكل لفظ ما يتطلبه من البحث معتمداً على أقوال أئمة العلم كأبي حنيفة وغيره في تلك الألفاظ ثم تعرض لما استدل به أولئك المتأخرون من كتاب الله وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجاب عنه بأن الكتاب عنه بأن ما في الكتاب والأحاديث لا يدل على مقصودهم وأوضح ذلك غاية الإيضاح وناقش ما لم يصح من الأحاديث