للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهداء راضياً عنهم ومثيبهم بما أعد لهم في الجنات الخالدات من الكرامة.

إذا فالشاهد من هذه الآية هو ثباتهم وصبرهم في المعركة فما وهنوا ولا استكانوا بعد نبيهم وهذا كله من أعظم الطاعات والقربات إليه تعالى فتقربوا بها متوسلين إليه بها أن يغفر ذنوبهم وإسرافهم وأن يثبت أقدامهم ويهبهم النصر على القوم الكافرين فتقبل الله وسيلتهم ودعاءهم بالنصر فقال تعالى مخبراً بذلك:

(فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين) أي آتاهم ثواب الدنيا وهو النصر على الأعداء الكافرين وتوريثهم ديارهم من بعدهم وإضفائه عليهم أثواب العز والمجد والسؤدد والكرامة والتمكين في الحكم ... هذا عدا عما ادخره لهم عنده سبحانه من الثواب العظيم الدائم بأحسن الطاعات ما يجزي به عباده المخلصين المحسنين لأنهم قدموا إلى الله تعالى أحسن الطاعات وهو بذل الأرواح والمهج رخيصة في سبيله ومن أجل إعلاء كلمته فكان ذلك .. جزاءاً وفاقاً قدموا عملاً حسناً ... فجوزوا عليه بثواب أحسن.

هكذا يروي لنا الله سبحانه من سيرة السالفين من إخواننا الذين سبقونا بالإيمان أخباراً وعلوماً عنهم يعلمنا فيها كيف نرفع العمل الصالح إليه ونتقرب به منه ونتوسل به إلي جنابه العلي العظيم حتى إذا دعونا بالنصر وغفران الذنوب والفلاح في الدنيا والنجاح في الآخرة واستجاب لنا دعاءنا بما قدمنا إليه من وسيلة العمل الصالح.

هذا ما يريده الله منا وهذا ما يأمرنا به من العمل ... أما إذا عزفنا عن هداه وعما ندبنا إليه وحضنا عليه من الجهاد والعمل الصالح فيعاقبنا بمثل ما نعانيه اليوم من الذل والهوان وذهاب القوة والاستسلام إلى الأعداء. لأننا خلدنا إلى الخمول وتركنا الجهاد في سبيله تعالى وتفرقنا طرائق قدداً كل حزب بما لديهم فرحون ... فأصابنا الوهن.

ولو أننا نفذنا أوامره وأحكامه والهدي الذي أنزله علينا فحفظنا أنفسنا وذدنا عن حدودنا ودافعنا عن حياضنا ما كان للكافرين علينا من سبيل والله قد وعدنا: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً) فلنصارح إذاً

<<  <   >  >>