للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

أدعوك رب كما أمرت تضرعاً ... فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

مالي إليك وسيلة إلا الرجا ... وجميل ظني ثم أني مسلم

حدث محمد بن يعقوب البزاز: كنت جارا لأبي نواس، فعدته في مرضه الذي مات فيه، ودخل عليه طبيب نصراني اسمه سعيد، فنظر إليه ووصف له دواء يعلله به، ثم خرج وخرجت بخروجه، فغمزني وقال: مرهم لا يعذبوه بالدواء؛ فإنه الساعة يموت، فرجعت إليه فقال: سألتك بالله ما قال لك النصراني، فإني رأيته قد غمزك؟ فقلت: ما عسى أن يقول؟! فقال: أقسمت عليك لما أخبرتني. فأخبرته، فرفع عينيه إلى السماء، وسالت دموعه على خديه، وقال:

يا رب إني لم أزل ... في مثل حال السحره

حين استلاذوا بعرى ... الدين وكانوا كفره

فآمنوا يوماً ففا ... زوا بثواب البرره

ولم أزل مستشعر ال ... إيمان ياذا المقدره

فاغفر فإني منك أو ... لي منهم بالمغفره

ويروى أن آخر بيت قاله محمود الوراق في مرضه الذي مات فيه:

إن ظني بحسن عفوك يا رب ... جميل وأنت مالك أمري

صنت سري عن القرابة والأهل ... جميعاً وأنت موضع سري

ثقة بالذي لديك من السر ... فلا تخزني به يوم نشري

يوم هتك الستور عن حجب الغيب ... فلا تهتكن للناس ستري

لمحمد بن مناذر من شعره المطول:

نحن للآفات أغراض فإن

إنما أنفسنا عارية

<<  <