ترى النّاس إجلالاً لهم وكأنّهم ... غرانيق ماءٍ تحت باز مصرصر
وقال آخر:
إذا سألت الناس أين المكروه ... والعزّ والجرثومة المقدّمه
وأين فاروق الأمور المحكمه ... تتابع النّاس على ابن شبرمه
وقال آخر:
ما لقينا من جود فضل بن يحيى ... صيّر النّاس كلّهم شعراء
أنشد الأصمعى:؟ كلّ يومٍ كأنّه يوم أضحى عند عبد العزيز أو يوم فطر وهذا عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وله يقول نصيب:
لعبد العزيز على قومه ... وغيرهم نعمٌ غامره
فبابك ألين أبوابهم ... ودارك مأهولة عامره
وكلبك آنس بالمعتفين ... من الأمّ بالأبنة الزّائره
وكفك حين ترى السّائلي ... ن أندى من اللّيلة الماطره
فمنك العطاء ومنّى الثناء ... بكلّ محبّرةٍ سائره
وذكر رجل عند الحسن، فقال: كان له خشوع الصابرين وبهاء الملوك.
ومن المدح:
له خلقان لم يدعا ... له مالاً ولا نشبا
سخاءٌ ليس يملكه ... وحلمٌ يملك الغضبا
وقال آخر:؟ فل كنت يوماً كنت يوم سعادةٍ ترى شمسه والمزن تهضب بالقطر
ولو كنت ليلاً صيّبٍ ... من المشرقات البيض في وسط الشهر
وقال آخر:
بديهته وفكرته سواءٌ ... إذا ما نابه الحدث الكبير
وأحزم ما يكون الدّهر رأياً ... إذا عمى المشاور والمشير
وصدرٌ فيه للهمّ اتساعٌ ... إذا ضاقت عن الهمّ الصدّور
وقال حمزة بن بيض في مخلد بن يزيد بن المهلب:
بلغت لعشرٍ مضت من سنيّ ... ك ما يبلغ السّيد الأشيب
نهمّك فيها جسيم الأمور ... وهم لدارتك أن يلعبوا
وقال ذو الرمة:
عطاء فتى بنى وبنى أبوه ... فأعرض في المكارم واستطالا
قال أبو اليقظان: ولىّ الحجاج محمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم الثقفي، قتال الأكراد فأبادهم، ثم ولاه السند والهند، وقاد الجيوش وهو ابن سبع عشرة سنة، فقال فيه الشاعر:
إن السّماحة والمروءة والنّدى ... لمحمد بن القاسم بن محمّد
قاد الجيوش لسبع عشرة حجّةً ... يا قرب سورة سؤدد من مولد
قال أبو اليقظان: وهو الذي جعل شيراز معسكرا ومنزلا لولاة فارس.
قال الحطيئة:
أولئك قومٌإن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم ... من اللّوم أوسدوا المكان الذي سدوا
وقال أبو الغول الطّهوىّ يمدح قومه:
فدت نفسي وما ملكت يميني ... فوارس صدّقوا فيهم ظنوني
معاشر لا يملوز المنايا ... إذا دارت رحى الحرب الزبون
ولا يجزون من حسنٍ بشرّ ... ولا يجزون من غلظ بلين
ولا تبلى بسالتهم وإن هم ... صلوا بالحرب حينا بعد حين
هم منعوا حمى الوقبى بضربٍ ... يؤلف بين أشتات المنون
فنكب عنهم ظلم الأعادي ... وداووا بالجنون من الجنون
وقال آخر
بديهته مثل تدبيره ... متى رمته فهو مستجمع
وفي كفه للغنى مطلبٌ ... وللسّرّ في صدره موضع
وباب المديح أوسع الأبواب، لا يحيط به كتاب، والاختصار أولى بنا فيه على ما شرطنا من الإكثار.
قال عبد الله بن مسعود: لا تعجلن بمدح أحد ولا بذمه، فإنه رب من يسرك اليوم يسوءك غدا.
قال النّجاشى الشاعر، واسمه قيس بن عمرو الحارثي، من بني الحارث ابن كعب.
إنّي امرؤٌ ما أثنى على أحد ... حتّى أرى بعض ما يأتى وما يذر
لا تحمدن امرءًا حتّى تجرّبه ... ولا تذمّنّ من لم تبله الخبر
قال عليّ بن حسين: إذا قال فيك رجلٌ مالا يعلم من الخير، أوشك أن يقول فيك ما يعلم من الشّر.
باب عيون من الذّمّ