قال محمد بن يحيى النديم:أول شعر قاله عليّ بن الجهم وهو غلام في المكتب،وذلك أن أباه أمر المؤدّب أن يجلسه يوم الخميس عنده في المكتب حتى يحفظ حزبه،فحبسه فكتب إلى أمه:
أمّي جعلت فداك من أمّ ... أشكو إليك فظاظة الجهم
قد سرّح الصبيان كلّهم ... وحسبت بالعدوان والظّلم
قال الزيادي:كنت رجلا مئناثاً،فقيل لي:أكثر من الاستغفار وقت الجماع،واستغفر الله عند الجماع،فف علت فولد لي بضعة عشر ولداً ذكراً.
قال الشاعر:
وما كل مئناث سيشقى ببنته ... وما كلّ مذكار بنوه سرور
ومن هذا المعنى ذكرٌ في باب النساء.
قال أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي:ما سمعت بكار بن قتيبة القلضي قط ينشد بيت شعر إلاّ مرة،كنت عنده وأختصم إليه رجل وابنه،فكان من كل واحد منهما إلى صاحبه ما لم يحمد بكار،فالتفت إليهما وأنا أسمع.
فقال:
تعاطتيما ثوب العقوق كلا كما ... أب غير بر وابنه غير واصل
كان لعبد الملك بن مروان بيت ملٍ كان قد حجزه من خالص غلاته وضياعه،لا يدخله شئ من الغلول،يعدّه للتزويج وشراء الجواري اللواتي يطلب أولادهن،وكان يقول:إنّ الغلول يبقى في الولد.
قال أعرابي لأبيه وهو عمر بن ذّر الهمداني يعاتبه:يا أبت! إن عظيم حقك علىّ لا يذهب صغير حقيّ عليك،والذي تمتّ به إلىّ أمت بمثله إليك،ولست أزعم أنا سواء ولكني أقول لا يحل الاعتداء.
قيل لأعرابي،وكان له ابن عاقّ:كيف ابنك؟ قال:عذابٌ أزغف علىّ به الدهر،فليتني قد أودعته القبر،فإنه بلاء لا يقاومه الصبر،وفائدة لا يلزم عليها الشكر.
دخل إلى جعفر بن القاسم بن جعفر بن سليمان الهاشمي أعرابي،فسأله جعفر عن بنيه فقال:
إنّ بنّي خيرهم كالكلب ... أبرّهم أولعهم بسبّي
لم يغن عنهم أدبي وضربي ... فليتني كنت عقيم الصّلب
ولبعض العقلاء البررة الأدباء:
بنفسي أنت لا بأبي فإني ... رأيت الجود بالآباء لؤما
كان يقال:من فوائد الدهر موت الابن العاقّ.
قال أمية بن أبي الصلت،وهو قد عتب على ابنه:
غذوتك مولوداً وغلتك يافعا ... تعلّ بما أسعى عليك وتنهل
إذا ليلةٌ جاءتك بالشكو لم أكن ... بشكواك إلاّ ساهراً أتملتل
كأني أنا المطروق دونك بالذي ... طرقت به دوني عيني تهمل
تخاف الرّدى نفسي عليك وإنها ... لتعلم أن الموت وقتٌ مؤجل
فلما بلغت السنّ والغاية التي ... إليها مدى ما كنت قبل أؤمل
جعلت جزائي غلظةً وفظاظةً ... كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حقّ أبوّتي ... كما يفعل الجار المجاور تفعل
ورضى أبو الشغب العبسي عن أبنه فقال:
رأيت رباطا حين تمّ شبابه ... وولىّ شبابي ليس في برّه عتب
إذا كان أولاد الرجال حزازةً ... فأنت الحلال الحلو والبارد العذب
لنا جانبٌ منه دميثٌ وجانب ... إذا رامه الأعداء ممتنعٌ صعب
يخبرني عما سألت بهيّنٍ ... من القول لا جافي الكلام ولا لغب
وقال آخر:
فلو كنتم لكيّسة أكاست ... وكيس الأمّ أكيس البنينا
[باب الأقارب والموالى]
قال رجلٌ لرسو ل الله صلى الله عليه وسلم. " يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال معك من الله ظهيرٌ ما كنت على ذالك ".
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: " ما من ذنبٍ أجدر بأن تجّعل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم ".
ويروي عنه صلى الله عليه وسلم: " حقّ كبير الإخوة على صغيرهم كحقّ الوالد على ولده ".
وقال أبو الدرداء:مكتوب في التوراة: إن أحسد الناس لعالمٍ وأبغاهم عليه، قرابته وجيرانه ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مولى القوم منهم ".