في أبيات قد ذكرناها بتمامها في كتاب " بيان العلم وفضله " والحمد لله.
قال أبو العبّاس النّاشئ:
وإذا بليت بجاهل متحاملٍ ... يجد المحال من الأمور صوابا
أوليته منّى السّكوت وربّما ... كان السّكوت على الجواب جوابا
[باب المراء والخصومة والملاحاة]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقّا، ولمن ترك الكذب وإن كان لاعباً، ولمن حسنت مخالفته للنّاس ".
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لما أسرى بي كان أول ما أمرني به ربى أن قال: إيّاك وعبادة الأوثان، وشرب الخمر، وملاحاة الرجال.
قال قيس بن السّائب: كان رسول الله عليه وسلم شريكى في الجاهلية، فكان خير شريك، فكان لا يدارى ولا يمارى.
قال معاذ بن جبل: إذا كان لك أخ في الله فلا تماره، ولا تساره الحديث.
قال لقمان لابنه: يا بنى لا تمارين حكيماً، ولا تجادلن لجوجاً، ولا تعاشرن ظلوماً، ولا تصاحبنّ متهماً.
قال لقمان لابنه: يا بنى من قصّر في الخصة خصم، ومن بالغ فيها أثم فقل الحق ولو على نفسك، ولا تبال من غضب.
وفي الحديث المرفوع: " احذروا جدال كل مفتون، فإنّه يلقّن حجّته إلى انقطاع مدته ".
سب أعرابي أعرابياً، فسكت. فقيل له: لم سكتّ عنه؟ فقال: مالى علم بما فيه، وكرهت أن أبهته بما ليس فيه.
ولمحمد بن زياد الحارثى:
وأرفع نفسى عن نفوسٍ وربّما ... تذلّلت في إكرامها لنفوس
وإن رامني يوماً خسيس بجهله ... أبى الله أن أرضى بعرض خسيس
وقال حسان بن ثابت:
ما أبلى أنتّ بالحزن تيس ... أم لحانى بظهر غيب لثيم
وقال آخر:
وقل ليزيد إن شتمت سراتنا ... فلسنا بشتّامين للمتشتّم
ولكننا نأبى الجواب ونقتضى ... بكلّ رقيق الشّفرتين غشمشم
قال الخليل: الغشمشم: الجرئ الماضى، قال الشاعر:
عبل الشّوى غشمشماً غاشما
وقال آخر:
وتبطش أيدينا ويحلم رأينا ... ونشتم بالأفعال لا بالتّكلم
وقال الأخطل:
أنبئت كلبا تمنّى أن تسافهنا ... وطالما سافهونا ثمّ ما ظفروا
قد أنذروا حيّة في رأس هضبتهٍ ... وما يكاد ينام الحيّة الذّكر
وقال آخر:
فإن تشتمونا على لؤمكم ... فقد تقرض العثّ ملس الأدم
العث دويّبة صغيرة ليس بها إلاّ أنّها تقرض كل شئٍ وقال آخر:
هل يشتمنى لا أبا لكم ... دنس الثّياب كطابخ القدر
جعلٌ تمطّى في غثاثته ... زمن المروءة ناقص الشّبر
أعطى الحسن بن على شاعراً، فقيل له: تعطى من يقول البهتان، ويعصي الرحمن؟ فقال: إن خير ما بذلت به من مالك ما وقيت به من عرضك، ومن ابتغى الخير اتقى الشر. وقد روى عن ابن شهاب مثل ذلك فى شاعر مدحه فأعطاه. وقد كان يقال: إعطاءُ الشاعر من بر الوالدين. قال جرير:
وما حملت أمّ امرئٍ في ضلوعها ... أعق من الجاني عليها هجائيا
وقال آخر:
اصحب الأخيار وأرغب فيهم ... ربّ من صاحبته مثل الجرب
ودع الناس ولا تشتمهم ... وإذا شاتمت فاشتم ذا حسب
إنّ من سبّ لئيماً كالّذي ... يبدّل الصّفر بأعيان الذّهب
وقال آخر:
مالى أكفكف من " وتشتمنى " ... ولو شتمت بني سعد لقد سكتوا
وقال آخر:
جهلاً علينا وجبنا عن عدوّهم ... لبئست الخلّتان الجهل والجبن
قيل للشعى: فلان يتنقصك ويشتمك. فتمثل بقول كثيّر:
هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ ... لعزّة من أعراضنا ما استحلّت
أسيئى بنا أو أحسنى لاملومةً ... لدينا ولا مقليّة إن تقلّت
وقال قيس المجنون:
حلال لليلى شتمنا وانتقاصنا ... هنيئاً ومغفوراً لليلى ذنوبها
وقال آخر:
إذا ما شئت سبئك غير قومٍ ... وإن كنت المهذب واللّبابا
يها بك كلّ ذى حسب ودينٍ ... وأمّا في اللثام فلن تهابا
وقال آخر: