ضممت إليه بالقناة قميصه ... فخرّ صريعاً لليدين وللفم
وقال عنترة:
فشككت بالرّمح الطويل ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرمّ
وقال آخر:
صراعنا طريفاً بأرماحنا ... ولا تأكل الحرب إلاّ السّمينا
وقال عليّ بن محمد العلوى، المعروف بالمبرقع، صاحب الزّنج:
ينثني الصّارم المهنّد والرّم ... ح الرّد ينيّ والشجاع الجرىّ
حيث لا أنثني ولا يتثنّى ... بيدى صارمٌ ولا سمهرىّ
من رآني فقد رأى مشرفيّاً ... ماضياً في يمينه مشرفيّ
شأني الفارس المدجّج في النّق ... ع إذا نازل الكمىّ الكمىّ
ورأيت الفضاء أضيق ما يس ... ى به حتى كأنّه مطوىّ
ياابنة العمّ أوقدي النّار في الليّ ... ل فإنّي لكل آتٍ أتىّ
أكرم الضيف ما أستطعت لآنّ ... مطعمي حاضرٌ وكأسي روئ
كيف لا تزهق النفوس لشخصي ... حين أغشى الوغى وجدّي على
ذو التقى والنبل وذو العلم والحل ... م ومن خير طينة والوصي
والّذي قال إنّه البوم منى ... مثل هارون منه أخيه النبيّ
وقال عبيدة بن هلال:
يهوى وترفعه الرماح كأنه ... شلوٌ تنشّب في مخالب ضار
فيرى صريعاً والرّماح وتنوشه ... إن السّراة قصيرة الأعمار
وقال مهلهل:
لم يطيقوا أن ينزلوا ونزلنا ... وأخو الحرب من أطاق النزول
وقال ابن مقوم الضبى:
ودعوا نزال فكنت أول نازل ... وعلام أركبه إذا لم أنزل
وقال أعشى همدان:
أبلغ يزيد بنى شيبان مالكه ... أنّ الكتائب لا يهزمن بالكتب
إنّ الوعيد بظهر الغيب معجزةٌ ... فإن أردت قتال القوم فاقترب
من ها هنا والله أعلم أخذ حبيب:
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب
وقال آخر:
وخارج أخرجه حبّ الطّمع ... فرّ من الموت وفي الموت وقع
من كان يهوى أهله فلا رجع قال السموءل بن مادياء اليهودى:
يقرّب حبّ الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول
كان معاوية رضى الله عنه يتمثل بهذين البيتين:
كأنّ الجبان يى أنه ... سيقتل قبل انقضاء الأجل
وقد تدرك الحادثات الجبان ... ويسلم منها الشّجاع البطل
[أشعار الجبناء]
قال أيمن بن خريم:
إنّ للفتنة ميلاً بيّناً ... فرويد الميل منها يعتدل
فإذا كان عطاء فأقم ... وإذا كان قتال فاعتزل
إنّما يسعرها جهالها ... حطب النّار فدعها تشتعل
وقال آخر:
أضحت تشجّعنى هند وقد علمت ... أنّ الشّجاعة مقرونٌ بها العطب
للحرب قوم أضل الله سعيهم ... إذا دعتهم إلى نيرانها وثبوا
ولست منهم ولا أبغى فعالهم ... لاالقتل يعجبني منهم ولا السّليب
لا والذي جعل الفردوس جنته ... مايشتهي الموت عندي من له أرب
وقال أبو الغمر المدني كاتب الحسن بن زيد:
قد هان عندي لسان العار والعذل ... فلست آنف من جبن ولا فشل
إنّي بخلت بنفس لا يجاد بها ... ولست بالمال أفديها من البخل
هيهات تأبى لي التغرير فلسفةٌ ... ترى حضور الوغى من أكثر الزّلل
متى رأيت شجاعاً مات بالأجل ... ونال من لذّة الدنيا مدى الأمل
كأنّ آجال شجعان الورى خلقت ... في أنفس البيض والخطبّة الذّبل
وقال أيضاً:
إني أضن بنفس لا يجاد بها ... والجود بالنفس أقصى غاية السّرف
ما أبعد القتل من نفس الجبان وما ... أحلّه بالفتى الحامي عن الشّرف
وقال أيمن بن خريم:
يقول لي الأمير وقد رآني ... تقدم حين جدّ بنا المراس