وليس الذنابي كالقدامي وريشه ... وما تستوي في الرّاحتين الأصابع
روى عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: " أصدق كلمة قالها الشاعر، قول لبيد: ألا كلّ شئٍ ما خلا الله باطل " قالوا: أصدق بيت قالته العرب، قول القائل:؟؟ وما حملت من ناقةٍ فوق ظهرها أبرّ وأوفى ذمّةً من محمّد قال الحاتمي: أشعر بيت قالته العرب، قول امرئ القيس بن عانس لا ابن حجر.
؟ الله أنجح ما طلبت به والبرّ خير حقيبة الرّحل وأنشد ثعلب:
وإنّ أشعر بيت أنت قائله ... بيت يقال إذا أنشدته صدقا
قال جعفر بن محمد: ما ناصح الله عبدٌ مسلم في نفسه فأخذ الحق لها، وأعطى الحق منها، إلا أعطي خصلتان: رزق من الله يقنع به، ورضى من الله عنه.
كان بعض الصالحين يقول: اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحق وأهله من الطمع.
قال عبد الحميد بن يحيى الكاتب:
ترحّل ما ليس بالقافل ... وأعقب ما ليس بالآفل
فلهفي على السّلف الراحل ... ولهفي من الخلف النّازل
أبكّى على ذا وأبكى لذا ... بكاء المولّهة الثّاكل
تبكّى على ابن لها قاطع ... وتبكى على ابن لها واصل
تقضّت غوايات سكر الصّبا ... وردّ التقى عنت الباطل
بسم الله الرحمن الرحيم
[باب الحياء والوقار]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكلّ دين خلق، وخلق الإسلام الحياء ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحياء خيرٌ كلّه ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " المؤمن حيّى كريم، الفاجر خبّ لئيم ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب الحيّى الحليم المتعفّف، ويبغض الفاحش البذئ السائل الملحف ".
قال سليمان عليه السلام: الحياء نظام الإيمان، فإذا نحل النظام ذهب ما فيه.
وفي التفسير: " ولباس التقوى ". قالوا: الحياء.
وقالوا: الوقار من الله، فمن رزقه الله الوقار فقد وسمه بسيماء الخير.
وقالوا: من تكلّم بالحكمة لا حظته العيون بالوقار.
قال الحسن: أربع من كنّ فيه كان كاملا، ومن تعلّق بواحدة منهن كان من صالحي قومه: دين يرشده، عقل يسدّده، وحسب يصونه، وحياء يقوده.
قالت عائشة رضى الله عنها: رحم الله نساء الأمصار، لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن.
وقالت عائشة أيضاً: رأس مكارم الأخلاق الحياء.
قال الشاعر:
ما إن دعاني الهوى تفاحشةٍ ... إلا نهاني الحياء والكرم
ولا إلى محرم مددت يدى ... ولا مشت بي لريبةٍ قدم
وروى عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: " إنّ مما أدرك الناس من كلام النبوّة الأولى، إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ".
وقال حبيب بن أوس:
إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خيرٌ ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقى اللحاء
وقال أبو دلف العجلى:
إذا لم تصن عرضاً ولم تخش خالقاً ... ولم ترع مخلوقاً فما شئت فاصنع
وقال صالح بن جناح:
إذا قلّ ماء الوجه قلّ حياؤه ... ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
وقال آخر:
إذا رزق الفتى وجها وقاحا ... تقلب في الأمور كما يشاء
ورب دينّةٍ ما حال بيني ... وبين ركوبها إلاّ الحياء
وقال الحزين بن عبد الله اللّيثي، وتنسب إلى الفرزدق:
يغضى حياءً ويغضى من مهابته ... فلا يكلّم إلاّ حين يبتسم
وقال آخر:
كريمٌ يغضّ الطّرف فضل حيائه ... ويدنو وأطراف الرّماح دواني
وكالسيف إن لا ينته لان متنه ... وحداه إن خاشنته خشنان
وقالت ليلى الأخيليّه:
ومخزّق عنه القميص تخاله ... وسط البيوت من الحياء سقيما
وقال أمية بن أبي الصّلت في ابن جد عان التيمى: