ستخلص من هذا السرار وأيما ... هلالٍ تواري في السرار وما خلص
بدولة تاج الملة الملك الذي ... له في أعالي قبة المشتري حصص
تقنصت إلطافي وما كنت قبل ذا ... أظن بأن المرء بالبر يقتنص
فأصبحت لا أخشى أذية جارحٍ ... ورأيك لي وكر وقلبك لي قفص
[باب الوكلاء]
قال بعض الحكماء: لا مال لمن لا صبر له على خيانة الوكلاء وإضاعة الكفاة.
قال نصر بن سيار: لا تتخذ الوكيل داهيةً أريباً، ولا ذا عشيرة منيعة، فإنك إن قاومته أيام حياتك، عجز عنه ولدك بعد وفاتك.
كان عمر بن مهران يكتب في نهاية اسمه: اللهم احفظه ممن يحفظه.
لما مرض يعقوب بن حميد التاجر، قال له بعض ولده: أي شيءٍ تشتهي؟ قال: كبد وكيل.
قال نصر بن سيار: لعن الله وكيل الضيعة، إن عشت أكلها دونك، وإن مت ادعاها بعدك، وإن كان عاجزاً جاهلا استهلكها، وإن كان قوياً ذا عارض أعملها فيك ولم يعملها لك.
ذكر أن القحذمي مات وله ضيعة في يد وكيل، فكابر عليها.
قال شقران العلامي:
ذكرت أبا أروى فبت كأنني ... برد الأمور الماضيات وكيل
[باب العادة ومالا ينسى]
قال أكثم بن صيفي: ما يسرني أني مكفي أمر الدنيا. قيل: ولم؟ قال: أخاف عادة العجز.
قال العرب: العادة أملك بالإنسان من الأدب.
وقالوا: العادة طبيعة ثانية.
كان يقال: ما دخل باللبن لم يخرج إلا مع الروح.
قالوا: الخير عادة، والشر لجاجة.
قال الراجز:
تعود الخير فالخير عادة ... تدعو إلى الغبطة والسعادة
قال الشاعر:
ما إن تخلقت إلا شيمتي خلقاً ... إن الخلائق تأبى دونها الخلق
قال الشاعر:
كل امرئٍ صائرٌ يوماً لشيمته ... وإن تخلق أخلاقاً إلى حين
وقال آخر:
فإن يشرب أبو عثمان أشرب ... وإن كانت معتقةً عقارا
وإن يأكل أبو عثمان آكل ... وإن كانت خنانيصاً صغارا
وقال آخر:
وإذا صاحبت فاصحب ماجداً ... ذا عفافٍ وحياءٍ وكرم
قوله للشيء لا إن قلت لا ... وإذا قلت نعم قال نعم
وقال آخر:
وكنت إذا علقت حبال قومٍ ... صحبتهم وشيمتي الوفاء
فأحسن حين يحسن محسنوهم ... وأجتنب الإساءة إن أساءوا
أشاء سوى مشيئتهم فآتى ... مشيئتهم وأترك ما أشاء
[باب في المنجمين]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تعلم باباً من النجوم، فقد تعلم باباً من السحر، ما زاد زاد ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا ".
قال عمر بن الخطاب: تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم أمسكوا.
قال الخليل بن أحمد:
أبلغا عني المنجم أني ... كافر بالذي قضته الكواكب
شاهد أن من تكهن أو نجم ... زار على المقادير كاذب
عالم أن ما يكون وما كان ... قضاء من المهيمن واجب
وقال آخر:
علم النجوم على العقول وبال ... وطلاب شيءٍ لا ينال وبال
هيهات ما أحد مضى ذو فطنةٍ ... يدري متى الأرزاق والآجال
إلا الذي هو فوق سبع سمائه ... ولوجهه الإعظام والإجلال
وقال أبو العباس الناشئ:
سألت المنجم عن رحلةٍ ... أؤمل براً عليها وبحرا
فقال المنجم لي: لا تسر ... فإنك إن سرت لاقيت شرا
فإن كان يعلم أني أسير ... فقد جاء بالنهي لغواً وهجرا
وإن كان يجهل سيري فكيف ... تراني إذا سرت لاقيت ضرا
وقال أبو تمام الطائي:
والعلم في شهب الأرماح لامعة ... بين الخميسين لاقى السبعة الشهب
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة ... ما كان في فلك منها وفي قطب
وفيها يقول أبو الطيب المتنبي:
فتبا لدين عبيد النجوم ... ومن يدعى أنها تعقل
وقال منصور الفقيه:
قول المنجم شيء ... دعا إليه التوهم