١ - ثمَّ إِن المذاكرة بمحفوظه من أقوى أَسبَاب الإمتاع بِهِ وَهُوَ حَيَاته وَقد قَالَ النَّخعِيّ ٢ م سره أَن يحفظ الحَدِيث فليحدث بِهِ وَلَو أَن يحدث بِهِ من لَا يشتهيه
قلت وليباحث أهل الْمعرفَة ٣ فَإِنَّهُ مُهِمّ أَيْضا
[فصل]
وليشتعل بالتخريج والتأليف والتصنيف إِذا تأهل لَهُ فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ ٤ الْخَطِيب يثبت الْحِفْظ ويذكي الْقلب ويشحذ الطَّبْع ويجيد الْبَيَان ويكشف الملتبس ويكسب جميل ٥ الذّكر ويخلده إِلَى آخر الدَّهْر وَقل مَا يمهر فِي علم الحَدِيث وَيقف عل غوامضه ويستبين الْخَفي ٦ من فَوَائده إِلَّا من فعل ذَلِك
وَحدث الصُّورِي الْحَافِظ قَالَ رَأَيْت عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْحَافِظ ٧ فِي الْمَنَام فَقَالَ لي يَا أَبَا عبد الله خرج وصنف قبل أَن يُحَال بَيْنك وَبَينه هَذَا أَنا تراني ٨ قد حيل بيني وَبَين ذَلِك