للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن يطف (١) إفاضة نواها ... فرضًا فلا يجزيه إن أخلاها

أي: يشترط في طواف الإفاضة وهو طواف الزيارة أن يعينه بالنية هذا قول إسحاق وابن القاسم صاحب مالك وابن المنذر.

وقال الثوري والشافعيُّ وأصحاب الرأي: يجزيه (٢) وإن لم ينو الفرض الذي عليه (٣).

ولنا: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئ ما نوى" (٤)، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سماه صلاة (٥) والصلاة لا تصح إلا بنية (٦) اتفاقًا، وهذا الطواف ركن لا يتم الحج إلا به بغير خلاف.

سمي طواف الإفاضة لكونه يأتي به عند إفاضته من منى إلى مكة، وطواف الزيارة لأنه يأتي من منى فيزور البيت ولا يقيم بمكة بل يرجع إلى منى.

وقبله إذ حيث منه يقرب ... في متعة طوف قدوم يندب (٧)


(١) في النجديات يطق وهو تصحيف وفي د، س يطوف.
(٢) في نظ تجزيه.
(٣) انظر المجموع ٧/ ٧٠ وبدائع الصنائع ٢/ ١٢٨ - ١٢٩ والكافي لابن عبد البر ١/ ٣٦٢ ومعنى ما ذكره المؤلف عنهم أنه متى كان عليه طواف الزيارة فنوى بطوافه غيره انصرف إلى طواف الزيارة وسقط الفرض من ذمته وتم حجه واستدل في المجموع بأنّه إذا أحرم بالحج نافلة ولم يكن قد حج فرضه انصرف إلى الفريضة، وكذلك الوقوف بعرفة فيما لو نوى به غير ركن الحج فإنه ينصرف إليه.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الطواف حول البيت صلاة إلا أنكم تتكلمون فيه". الحديث رواه الترمذيُّ برقم ٩٦٠ والنسائيُّ ٥/ ٢٢٢ وحكى الترمذيُّ الاختلاف في رفعه ووقفه على ابن عباس ويؤيد المرفوع رواية النسائيُّ والحاكم ١/ ٤٥٩ انظر نصب الراية ٣/ ٥٧ - ٥٨.
(٦) في النجديات، ط بالنية.
(٧) في نظ، أ، ب، ج في متعة طوافه قد ينب وذكر في حاشية ط أنه أيضًا نص نسخة الشرح التي اعتمد عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>