أعيت جماحا ولجاجا. وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا ومولانا رَسُوله، الَّذِي أطلع مِنْهُ فِي أفق المهدى، سِرَاجًا وهاجا، وَأقَام بِهِ عماد الْحق لَا يعرف اعوجاجا، وَعقد عَلَيْهِ من جاه الشَّفَاعَة الْعَامَّة تاجا، وأيده بنصره وَبِالْمُؤْمِنِينَ، وأمده فِي الأَرْض بملايكته المسومين أَفْوَاجًا. وَالرِّضَا عَمَّن شملته [حُرْمَة جواره، ووسعته رَحْمَة قربه وحبه وإيثاره] صحابة وقرابة وأزواجا، الَّذين لم يألوا فِي شدّ أزره، وإعلا أمره التحاما وامتزاجا، وإلجاما فِي مجاهدة عداهُ وإسراجا، فَكَانُوا غيوثا كلما باشروا احتياجا، وليوثا كلما حَضَرُوا هياجا، فانبلج بهم صباح الْحق انبلاجا، وَلم يدع هديهم فِي النُّفُوس ريبا، وَلَا فِي الصُّدُور اختلاجا. وَالدُّعَاء لمقامكم الْأَعْلَى أبقاه الله بحرا بأمواج الكتايب الناصرة عجاجا، وغماما لغيوث الْمَوَاهِب الهامرة ثجاجا، واطلع عَلَيْهِ من أنباء الصنع الْجَمِيل على يَدَيْهِ، مَا يهز عطفه الْكَرِيم ارتياحا وابتهاجا، وَلَا زَالَت كواكب يمنه أسعد أبراجا، وأدلة سعده، أوفى حظوظا فِي حُدُودهَا وأوفر أدراجا، وَجعل عزمه الأمضى، وسعيه الأرضي، لعلل الدّين وَالدُّنْيَا علاجا. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم صنعا، يسحب من أذيال المسرات المستمرات عصبا وديباجا، وَعزا يطوف بمقامه وُفُود البشاير حجاجا. من حَمْرَاء غرناطة حرسها الله، وَعِنْدنَا من الثِّقَة بِاللَّه عُقُود لَا يتَطَرَّق إِلَيْهَا انفصام، وَمن التَّوَكُّل عَلَيْهِ حصن حُصَيْن إِلَيْهِ فِي الشدايد والاعتصام. وجنابكم بعد الله، هُوَ الملجأ الأحمى وَالْمقَام، ولمدونة كتايبه القَوْل، إِذا اشْتَدَّ الْعَدو وَالْخِصَام، فَلَا نزال بيمن الِاعْتِدَاد لمقامكم الْأَعْلَى نجتلي وُجُوه السَّعَادَة عيَانًا، ونعرف ضروب الْإِعَانَة والتيسير، حَالي الْمقَام والمسير مثنى ووحدانا، ونجد فِيهَا مَدْلُول قَوْله سُبْحَانَهُ، " سنشد عضدك بأخيك ونجعل لَكمَا سُلْطَانا ". وَإِلَى هَذَا وصل الله سعدكم، وسنى فِي أعدايه قصدكم. وَإنَّهُ تقدّمت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute