للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ٍ أما بعد حمد الله الْقوي الْعَزِيز، المبدي المعيد، الْوَلِيّ النصير، كَافِي المتوكلين، وَولي الْمُؤمنِينَ، وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد، قدوة الْمُجَاهدين، وَإِمَام الصابرين. وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، المهتدين بهديه، السالكين فِي جِهَاد عَدو الله على نهجه، حَتَّى استقام عَمُود الْمُسلمين من بعده، وَبلغ التخوم القاصية نور دَعوته، فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم أجر من ساهم وأعان، وأنجد وقوى، وشمر فِي جِهَاد الْكَافرين عَن الساعد الْأَقْوَى، وعامل من إِلَيْهِ الرجعى، وَأخذ بالحظ الرغيب من السرُور، بِمَا يسر الله وسنى. من منزلنا السعيد على الْمُسلمين، بِظَاهِر حصن أشر، حماه الله، وَلَا زايد إِلَّا الْفَتْح والمنح، والظهور الَّذِي احتفل بِهِ الصقع، وجم اللطف. وَالْحَمْد لله الَّذِي بِيَدِهِ الْأَمر، مجزل المنن، ومخول الآلاء وَالنعَم، الملهم الْمُنعم الْوَلِيّ النصير، سُبْحَانَهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ. وقدكنا عرفناكم مَا أنعم الله بِهِ على الْمُسلمين ببركتكم من فتح برغة، واتصال سببهم من إخْوَانهمْ، من بعد الانبتات والانقطاع وتبر جرثومة الْإِسْلَام من تِلْكَ الأحواز الْمسلمَة والأصقاع، فَأصْبح الشمل جَمِيعًا، والمنثور منظوما، والسبيل قصدا، والفرقة جمعا. وَمَا استضيف إِلَى ذَلِك من فتح، كمل النِّعْمَة، وتمم العارفة. ثمَّ أننا رَأينَا أَن الْإِسْلَام لَا يقر بِهِ قَرَار، مَعَ كَون حصن أشر ركابا لعَدوه، وسلما لكيده، ودربا إِلَى غارات الْكَافرين، وفرضة إِلَى مسارب أَعدَاء الدّين، إِذْ لَا تضبط مَا بَينه وَبَين الْحُدُود الإسلامية الرتب، وَلَا تغني المسلحة، وَلَا يجدي الحذر، فَإِنَّهُ الْجَارِح المحلق، والبازي المطل، وَالْيَد المحكمة، والداء الدفين، مقض الْمضَاجِع، وفالي مكامن المسارح، ومصمى أهداف السواحل. فأهمنا وشأنه، وحمانا الرقاد بثه، ونغص علينا الْعَيْش شبحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>