المدخرة، وَالْخُمُور الْمُقدمَة، إبادة ونهبا، وإراقة ونقلا، إِلَّا مَا يكاثر الْحَصَى، واجزاء الهبا، من الْحَيَوَان الْمُخْتَلفَة الْأَجْنَاس، صواهل ضامرة، وسواجع بادية ويعافير فارهة. وغصت الأضبان، ووهنت الأكثاد، بِمَا فِيهِ يرغب، من الماعون والسقط والخرئي، وجلال الْأَسْبَاب، حَتَّى القسى، والسرج الدني [وَمَا يشنفه الْغنى] وَأخذت الدّور والقصور، وَالْبيع وهياكل الْعِبَادَة، والرباع الشهيرة، [والحانات، والديرة الْمَقْصُودَة، والقياسر الميسورة] أَيدي الإثارة، والإبادة، فسلطت النَّار على أعاليها، وَالْهدم على مَا يَليهَا، وجللها الدُّخان، وظللها الخسران، ونادى بهَا لِسَان، الحمية، فِي مرضاة رب الْبَريَّة، بالثارات الْإسْكَنْدَريَّة. وقيدت نواقسها بالحبل الَّتِي حركت جبالها، وقلقلت هضابها، فأبرزت خاسئة صاغرة، وَتركت بعد ثل ألسنتها دامية فاغرة، وجنب من الأسرى، وهم الفل الَّذِي تخطاه الْأَجَل الْمَكْتُوب، وَالْقدر المحتوم، أوشفع فِيهِ الْحسن المرموق طوايف غصت بقطارهم، السبل العريضة. وَضَاقَتْ بواردهم المناهل المفرقة، وَهلك بَين جدرانها من النسم الْكَافِرَة، والطوايف المجانبة للحق المنافرة، بَين بهم مقدم، وشجاع معلم، وَفَارِس مغوار، ومنتجع فلاحة، ومعاني صناعَة، وملتمس تجر وقنية، ومقيم مِلَّة، مَا لم تستأصله الهزايم الشهيرة، والوقايع المبيرة. كفى الله شرهم، وَدفع ضرهم، سُبْحَانَهُ لَا دَافع لنقمته الحانقة بالمعتدين، وَلَا راد لِبَأْسِهِ عَن الْقَوْم الْمُجْرمين. وتخلص من أسرى الْمُسلمين جملَة، طرقهم الْفرج الَّذِي لَا يحْتَسب. واللطف الَّذِي تنجاب بِهِ الكرب، ولجأ الفل المحروب من جمهرها، وهم معشار المعشار من صريعها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute