تأبى أَن يقطع مِنْهُ الإغفال جنابا، أَو تفقد مِنْهُ منابا، أَو [تسد الشامتة] مِنْهُ بَابا، أَو يكدر صفوا، أَو يشرب لبابا. وبحسب ذَلِك يُنْهِي إِلَيْكُم كل رَاجِعَة تتبعها رادفة، وسالفة تعقبها خالفة، إِشَاعَة لمنن الله بَين عباده، وإشادة فِي الْجِهَاد بثمر جهاده، وعلما بمواقع ذَلِك من مقامكم الَّذِي يعلم صدق وداده، وَجَمِيل اعْتِقَاده، وسيره فِي الْمَقَاصِد الْبرة، على سنَن الْكِرَام أجداده.
وَقد كُنَّا عرفناكم فِي هَذَا الْكتاب قبل هَذَا، أننا على ركاب جِهَاد، واستيناف احتشاد، إِلَى مَدِينَة أبدة، لنهيض مِنْهَا ثَانِي جنحي الْكفْر، ونؤمن الْجِهَات الشرقية بِفضل الله عَادِية الضّر، ونفجع الشّرك بحبيبته، ونصيبه من بعد يسراه بِيَمِينِهِ، فاستعنا بِاللَّه الْقوي الْمعِين، واستنجدناه على فتح معقلها، وَهُوَ خير الفاتحين، واستدعينا كَافَّة أهل الْإِسْلَام، لمأدبة الْجِهَاد الْوَاضِح الْإِشْهَاد، فَهموا طايعين، وَفِي فوز أَيْديهم بِإِحْدَى الحسنيين طامعين، واستكثرنا من الْآلَات والأسباب واستبحرنا من معارج التسورات، وخزاين النشاب، وَلم نَدع حِيلَة تبقر سورا، وَلَا تهويلا يذعر محصورا، وَلَا آلَة تحط وقاية مَنْصُوبَة، وَلَا نكاية تكظم بَلْدَة مخروبة، إِلَّا استزدنا من أَنْوَاعهَا وأجناسها، وتممنا مَا نقص من قياسها، بعد أَن اعتقدنا أَن لَا غَالب إِلَّا الله وَحده، وَأَنه الَّذِي يظْهر دينه وينجز وعده. وَإِلَّا فَمَا يُغني الْعدَد، إِذا لم يكن مِنْهُ الْإِعَانَة والمدد، لَا إِلَه إِلَّا هُوَ خَالق الْخلق وَمَا يعْملُونَ، ومتمم نوره وَلَو كره الْكَافِرُونَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute