الشقاشق الهادرة، ومرغم الضَّلَالَة المكابرة، الْمَنْصُور بِالرُّعْبِ من جُنُوده الناصرة، المحروس بحراسة [الْمَلَائِكَة] الواقية الوافرة، الْمَوْعُود ملك أمته بِمَا زوى لَهُ من أَطْرَاف البسيطة العامرة، حَسْبَمَا ثَبت بالدلائل المتواترة، وَالرِّضَا عَن آله وَأَصْحَابه، وعترته وأحزابه، المجاهدة الصابرة، أولى الْقُلُوب المراقبة، والألسنة الذاكرة، والآداب الحريصة على الاهتداء بهداه المثابرة، الَّذين جاهدوا فِي الله حق جهاده، يَخُوضُونَ لِأَن تكون كلمة الله هِيَ الْعليا، فِي بحار الروع الزاخرة، ويقدمون بالجموع القليلة على الآلاف المتكاثرة، حَتَّى قرت [بِظُهُور الْإِسْلَام] الْعُيُون الناظرة، وجلت فِي الْعَدو الفاقرة، فَكَانُوا فِي الذب عَن أمته كالأسود الخادرة وَفِي الْهِدَايَة بسنا مِلَّته، كَالنُّجُومِ الزاهرة، والدعا لشرفكم الْأَصِيل ذِي الْمُنَاسب الطاهرة، والمكارم الزاهية، ببنوة الزهراء البتول، بضعَة الرَّسُول الزاهرة، بالصنع الَّذِي يتبلج عَن الْغرَر المشرقة السافرة، والعز الَّذِي يضفو مِنْهُ الْجنَاح على الْوُفُود الزائرة، والفضلاء الْمُجَاورَة، وَلَا زَالَ ذكركُمْ بالجميل هجير الركائب الْوَارِدَة والصادرة، وَالثنَاء على مكارمكم يخجل أنفاس الرياض العاطرة، عِنْد الغمائم الماطرة. فَإنَّا كتبناه إِلَيْكُم، كتب الله لكم عناية تحجب الأسوأ بجننها الساترة، ورعاية تجمع الْأَهْوَاء الْمُخْتَلفَة، وتضم الْقُلُوب المنافرة. من حَمْرَاء غرناطة، حرسها الله دَار ملك الْإِسْلَام بِجَزِيرَة الأندلس، وفر الله جموع حاميتها المثاغرة، ورم بيد قدرته مَا هم بهَا من أَفْوَاه العدا الفاغرة، وَلَا زَالَت سحائب الرحمات السانحة إِلَيْهَا الغامرة، تظلل جموع جهادها الظافرة، وتجود
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute