رمم شهدائها الناخرة وَنعم الله تحط ركائب الْمَزِيد فِي نواديها الحامدة الشاكرة، وَالْحَمْد لله كَمَا هُوَ أَهله فَلَا فضل إِلَّا فَضله، وجانبكم موفى حَقه، من التَّعْظِيم الَّذِي أناف وأربى، وقدركم يعرفهُ من صَامَ وَصلى، فضلا عَمَّن حج مَعَ ذَلِك وأبلى، ومستند ودكم، {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى} وَإِلَى هَذَا حرس الله [مجدكم و] مقركم الْأَشْرَف كَمَا سحب على بَيته الْعَتِيق ظلكم الأورف، فَإِن الْجِهَاد وَالْحج أَخَوان يرتضعان ثدي الْمُنَاسبَة [ويكاد أَن يتكافآن فِي المحاسبة] سفرا وَزَادا [وَنِيَّة واستعدادا وإتلافا لمصون المَال وإنفادا، وخروجا إِلَى الله لَا يُؤثر أَهلا وَلَا دلوا] ويفترقان محلا، ويجتمعان جهادا، ويرفعان للملة منارا ساميا وعمادا. ووطننا وَالْحَمْد لله على هَذَا الْعَهْد، هُوَ الْمَخْصُوص بِكَمَال هَذِه المزية، وَالْقِيَام بكفايتها الْبَريَّة والبحرية، السليمة من الضلال الْبَريَّة، وَهَذَا نسب واشجة عروقه، وذمام صَادِقَة بروقه، ومتات لَا يفضله متات وَلَا يفوقه. وَنحن نعرفكم بأحوال هَذَا الْقطر المتمسكة فروعه بِتِلْكَ الجرثومة الراسية، الممدودة أيديه إِلَى مثابتها، المتصدقة بِالدُّعَاءِ المواسية. فاعلموا أَن الْإِسْلَام بِهِ مَعَ الْحَيَّات فِي سفط حرج وَأمر مرج، وَطَائِفَة الْحق قَلِيل عَددهَا، مُنْقَطع إِلَّا من الله مددها، مُسْتَغْرق يَوْمهَا فِي الشدَّة وغدها، والطلائع فِي قنن الْجبَال تنور، والمصحر من بَيته مغرر، والصيحة مَعَ الأحيان مسموعة، والأعدا لرد مَا جازه الْفَتْح الأول مَجْمُوعَة، وَالصَّبْر قد لبست مدارعه، والنصر قد التمست مشارعه، وَالشُّهَدَاء تنوش أشلاءهم القشاعم، وتحتفل لَهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute