مِنْهُم المطاعم، وَالصبيان تدرب على السِّلَاح، وَتعلم المدافعة كَمَا يعلم فِي الْقُرْآن الألواح، وآذان الْخَيل مستشرفة للصياح، ومفارق الطايحين فِي سَبِيل الله تفلي بأيدي الرِّيَاح، والمآذن تجيبها النواقيس مناقضة، وتكافحها مُكَابَرَة مُعَارضَة [وَعدد الْمُسلمين] لَا يبلغ من عدد الْكفَّار [عِنْد الانتثار] معشار المعشار [وَلَا برة فِي جُلُود العشار] إِلَّا أَن الله عز وَجل، حل بولايتنا المخنق المشدود، وَفتح إِلَى الْيُسْر المهيع الْمَعْهُود، وأضفى ظلّ الْأَمْن الْمَمْدُود، وألهم، وَله الشُّكْر على الإلهام، وتسديد السِّهَام، وَالْحَمْد لله الَّذِي يَقُود مدارك الأفهام إِلَى اجْتِهَاد قرن بِهِ التَّوْفِيق، وَجِهَاد فتح بِهِ إِلَى التِّجَارَة المنجية الطَّرِيق، سُبْحَانَهُ من رَحِيم يجتبي إِلَيْهِ من يشا، وَيهْدِي إِلَيْهِ من ينيب، وكريم يلهم ليثيب، ولطيف يَأْمر بِالدُّعَاءِ ليجيب، فتحركت لهَذَا حركات ساعدها، وَالْحَمْد لله، السعد، وَتَوَلَّى أمرهَا، ونصرها من لَهُ الْأَمر من قبلهَا وَمن بعد. ففتحنا مَدِينَة برغة الفاصلة كَانَت بَين الْبِلَاد الْمسلمَة، والشجي الْمُعْتَرض فِي نحر الْكَلِمَة. [وتبعتها بَنَات كن يرتضعن أحلاف درتها ويتعلقن فِي الْحَرْب وَالسَّلَام بارزتها] ثمَّ نازلنا حصن أشر، ركاب الغارات الْكَافِرَة، ومستقر الشَّوْكَة الوافرة، فَرفع الله إصره الثقيل، وَكَانَ من عثرته المقيل. ثمَّ قصدنا مَدِينَة أطريرة بنت حَاضِرَة الْكفْر، وعرين الْأسود الغلب وكناس الظبا القفر، ففتحناها عنْوَة أضرمت الْبَلَد نَارا، واستأصلت أَهله قتلا وأسارا، وملأت الْبِلَاد سَببا تعدّدت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute