الاقتراح، والإشادة بِهِ فِي النواح، ونفرغ من مُرَاجعَة ذَلِك الْمجد الوضاح حَتَّى اتَّصل بِنَا الصنع، الَّذِي عمر مَا قبله، وَشرح مُجمل السعد، وأوضح سبله، من أَنكُمْ ملكتم مَدِينَة تلمسان، فاستأثرتم بالسعد الهني الْمُعَجل، ودخلتموها فِي الْيَوْم الْأَغَر المحجل، وحصلتم عَلَيْهَا من غير سلَاح أعمل، وَلَا حق أهمل، وَلَا نفس ريعت، وَلَا حُرْمَة للدّين أضيعت، وَأَن بناتها من المعاقل الشم الأنوف، والمصانع السافرة عَن حواجب القسي، المبتسمة عَن ثغور السيوف، والمعاقل الَّتِي تعد أهلة السما من الأسورة وجوزايها من الشنوف، رَأَتْ رأى أمهَا فِي تَعْجِيل الطَّاعَة، وحملت الْأَمر على الْفَوْر بِجهْد الِاسْتِطَاعَة، وبادرت التَّوْبَة النصوح، قبل قيام تِلْكَ السَّاعَة، فانتظمها سلك الْأَمر السعيد، واتصل الْقَرِيب مِنْهَا بالبعيد، واحتجت معتزلتها، بإنجاز الْوَعْد وإخلاف الْوَعيد، وَكَانَ لسابقها حق التَّكَلُّم، وللاحقها حق المعيد، فَأَقَمْنَا فَرِيضَة الشُّكْر وَالْحَمْد لوَقْتهَا، وتلونا فِي بِسَاط الِاعْتِبَار بِالنعَم " وَمَا نريهم من آيَة إِلَّا هِيَ أكبر من أُخْتهَا " وَقُلْنَا هَذَا هُوَ النبأ الَّذِي ارتقبنا طُلُوع البشائر من ثنايا تلاعه، وأجزنا تلقى الركْبَان لرخصة استطلاعه. هَذَا هُوَ الصنع السّني، وَالْفَتْح الهنى، والنصر الْمثنى، والعز المتمنى، نصر من الله وَفتح قريب، وتكييف لملك الغرب غَرِيب، هَذَا هُوَ الْيمن الَّذِي أصَاب قبيصى النَّصْر وَالْفَتْح بِسَهْم فتح تلمسان، وَمَا أدريك مَا تلمسان، قَاعِدَة الْملك، وواسطة السلك، وقلادة النَّحْر، وحاضرة الْبر وَالْبَحْر، أسندت إِلَى التل ظهرا، وأفصحت بالفخر جَهرا، وأصبحت للغرب بَابا، ولركاب الْحَج ركابا، ولسهام الآمال هدفا، ولدر الْعلم صدفا. حسناء تسبى الْعُقُول، بَين التقنع والسفور، والأطماع والنفور. شمخت بأنف الحصانة والابابة، وتبجحت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute